يبدأ العالم الإسلامي اليوم (الأحد) في أول أيام شهر رمضان، وهو الشهر الذي وفق المعتقد تلقّى فيه النبي محمد القرآن، ويعتبر وفق التقاليد أحد الأشهر الأكثر مقدسًا في الإسلام.
وفقًا لدراسة نُشرت قبل عدّة سنوات من قبل معهد الأبحاث الأمريكي Pew، فإنّ واحدًا من بين كلّ أربعة أشخاص في العالم هو مسلم. ووفقًا للتقديرات الأخيرة في العالم، يحتفل بالمناسبة أكثر من 1.6 مليار مسلم في أكثر من 200 دولة.
رغم الصعوبات والحروب الكثيرة التي تفرّق العالم الإسلامي؛ فالعراق مقسّمة ويتمّ نهبها من قبل التنظيمات المتطرّفة، وسوريا غارقة في حرب أهلية دامية، ومصر تكافح من أجل البقاء وتحارب موجة من الإرهاب الداخلي، ليبيا ممزّقة والأردن مغمورة باللاجئين سواء من سوريا أو من العراق، فلا يزال هناك الكثيرون الذين سيحتفلون كلّ ليلة بالشهر الذي من المفترض أن يعكس أكثر من كلّ شيء صلة القرب من الله والعائلة.
يحرص أيضًا السكان المسلمون داخل إسرائيل الذين يبلغون نحو 1.3 مليون مواطن، 20% من مجموع السكان العام في إسرائيل، على إقامة شعائر هذه المناسبة. في السنوات الماضية حدث ارتفاع ملحوظ بعودة الكثير من المسلمين للدين وفي كلّ ليلة يمكننا أن نرى الحشود الكبيرة، المئات والآلاف المؤلّفة من المصلّين وهم يتدفّقون إلى المساجد لإقامة الصلاة وبعد ذلك تناول وجبات الإفطار الجماعية. ويُقام في المدن الكبرى مثل الناصرة، أم الفحم، حيفا والقدس، في كلّ ليلة العديد من الصلوات ووجبات الإفطار الجماعية بتمويل خاص من عائلات مسلمة ثرية وأيضًا بتمويل الحركة الإسلامية الناشطة منذ سنوات في هذا المجال.
في مجال المطبخ فإنّ هناك الكثير من المطاعم العربية في شمال إسرائيل ووسطها التي تقدّم للسائحين وللزوار من غير المسلمين فرصة ليجرّبوا تجربة كسر الصوم من خلال وجبة تبدأ بالحساء الطازج، السلطات، الوجبات الرئيسية وأفضل الحلويات المعروفة والأكثر مبيعًا في هذا الشهر، كالكنافة والقطايف. تتلقّى هذه الخطوات تشجيعًا من قبل البلديات والمجالس المحلية باعتبارها تقرّب قلوب الناس من بعضها البعض وتعرّف على العادات في هذا الشهر بين الشريحتين السكانيتين الأكبر في إسرائيل: اليهود والمسلمون.
بدأوا أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة بالصلاة الخاصة لاستقبال هذه المناسبة وذلك على خلفية التوتر المتزايد في الأسبوعين الماضيَين بسبب البحث عن الشبان الثلاثة المختطفين. اعتادت إسرائيل في السنوات الماضية على منح تسهيلات كثيرة للسكان الفلسطينيين والسماح بالعبور الحر تقريبًا للسكان الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وقضاء الوقت والتسوّق والزيارات العائلية. وقد أعرب مؤخرًا مسؤول عسكري كبير مدّعيا أنّه على الرغم من التفتيشات عن المختطفين الثلاثة وأنّ العملية العسكرية مستمرة في تحديد موقعهم، فلن يتم تنفيذ عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني وأنّه في هذا العام أيضًا من المرتقب تقديم تسهيلات كثيرة في مجال الحركة وخصوصًا في مجال الوصول إلى الصلوات في هذا الشهر في المسجد الأقصى في القدس.
شاهدوا صور التجهيزات لشهر رمضان في إسرائيل: