بعد تركه السياسة لأكثر من 8 أعوام، إيهود باراك ما زال يتصدر العناوين في إسرائيل. فأقواله الأخيرة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته بلغت مستوى غير مسبوق في الانتقادات ضد سياسته. فقد أقدم باراك على تشبيه نتنياهو وحكمه بأنه بات يشبه حكم الدكتاتور الشيوعي، نيكولاي تشاوتشيسكو، الذي حكم رومانيا وأعدم وزوجته عام 1989.
واتهم باراك نتنياهو بأنه “يدفع الدولة إلى الهاوية بواسطة أقلية متطرفة، تحركها معتقدات دينية وعنصرية”. وأشار باراك إلى القوانين الجديدة التي تسنها حكومة نتنياهو قائلا إنها تقود إسرائيل إلى الفساد والهدف الحقيقي وراءها، فرار نتنياهو من الشبه المنسوبة له ولزوجته. “مقربو نتنياهو يتحدثون عن مبدأ المساواة أمام القانون، لكن القوانين الجديدة التي تسنها حكومة نتنياهو (المتعلقة بعمل الشرطة وتوصياتها) هي تعبير عن التدهور الأخلاقي لهؤلاء الذين لم يعودوا يأبهون لمصلحة المواطنين وإنما يستجدون لزعيم فاسد.
وأثارت هذه التصريحات ضجة في إسرائيل، لا سيما في اليمين الإسرائيلي، الذي اتهم باراك بالتحريض ضد نتنياهو، مع العلم أن مصير تشاوتشيسكو كان الإعدام. وقالت حركة الليكود التي يتزعمها نتنياهو على فيسبوك أن باراك مع مرور الأيام يظهر كشخص غريب الأطوار ويعاني الهذيان. وبغض النظر عن فحوى المقارنة التي اقترحها باراك، الملفت في هذه التغريدة وغير من التصريحات المثيرة له في السنة الأخيرة أنه تحوّل إلى شخصية مؤثرة في الخطاب الإسرائيلي عبر تويتر.
ماذا يعمل باراك اليوم؟
يعيش باراك اليوم في شقة فاخرة في إحدى أبراج تل أبيب، ثري جدا، يتنقل بين إسرائيل ودول العالم ليحاضر هناك مقابل مبالغ خيالية، ويشكل، في مواقع التواصل الاجتماعية المعارضة الأقوى لبنيامين نتنياهو وحكومته، إذ لا يمر أسبوع دون أن يحظى باراك بعنوان في إحدى المواقع الإسرائيلية إثر تغريدة “ساخنة” ضد حكومة نتنياهو.
المعروف أن باراك قارئ نهم ومعجب جدا بالتكنولوجيا، وقد فهم سريعا قوة الميديا الاجتماعية ومدى تأثيرها. فبعد أن أعلن مرارا وتكرارا أنه ليس معنيا في العودة إلى الحلبة السياسية ليواجه زميله في الماضي بنيامين نتنياهو وخصمه السياسي بعد ذلك، استثمر طاقاته ليجعل حسابه على تويتر وفيسبوك منبرا قويا ومثيرا ضد نتنياهو.