إيهود باراك في الراهن هو هيبستر. قد يكون هذا الوصف صادما لبعضكم، فالرجل كان رئيس حكومة ووزير دفاع وقائد أركان الجيش، وفي إسرائيل صورته الأشهر هي في سروال أبيض وبيده مسدس عقب عملية “سبينا” الجريئة للاستيلاء على طائرة إسرائيلية مخطوفة.. إذا ما هو الدليل على أنه أصبح “هيبسترا”؟
أولا، مظهره الخارجي. باراك أطال لحيته منذ أكثر من عام. هذه الإطلالة الجديدة فاجأت كثيرين في إسرائيل. فالمعروف عن السياسيين أنهم يحرصون على حلق ذقونهم وعلى الظهور في العام بصورة مرتبة. أما باراك فقد تخلى عن ذلك، وأصبحت لحيته علامته المشهورة، وشعره غير المهذب يزيد من مظهره الهيبستري.
إضافة إلى اللحية هنالك النظارات والملابس الملونة. المعروف عن مجتمع ال “هيبستر” أنهم “يرخون” ذقونهم ويلبسون النظارات. وحسب التعريف المبسط لهذه الثقافة السائدة في المدن، فوصف هيبستر ينطبق على كل شخص مواكب للموضة المعاصرة، مثقف ويحب قراءة الكتب، ويهتم بالتيارات الفكرية غير التقليدية.

والعلامة البارزة التي تثبت أن باراك معجب بال “هيبسترز” وأصبح منهم، هي اهتمامه على نحو ملفت بالتيارات الفكرية غير التقليدية والفئات المتنوعة للمجتمع الإسرائيلي. فمن يتابع صفحته على فيسبوك، يرى أنه يصل إلى لقاءات سياسية واجتماعية متنوعة، وغير عادية لفئة عمره ومنصبه. فقد ظهر مؤخرا في منتدى لقراءة الشعر يقصده الشباب.
بالطبع، لا نقترح أن باراك ترك عالم السياسة ولم يعد يهتم بأمن إسرائيل، فهو يقود حملة شرسة عبر فيسبوك وتويتر ضد رئيس الحكومة الراهن، بنيامين نتنياهو، مطالبا باستقالته على خلفية التحقيقات ضده، وهو يلقي محاضرات في الجامعات الإسرائيلية والعالمية – يتقاضى الكثير من الأموال مقابلها- عن الأمن والإرهاب. لكنه يقوم بكل ذلك بأسلوب خاص وغير عادي، وأقرب توصيف لأسلوبه هو “هيبستر”.