إذا اعتمدنا على أقوال عاموس يدلين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية سابقًا ومدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي حاليًّا، فإن بناء مُفاعل المياه الثقيلة في أراك وتطوير المسار الذي يستند إلى البلوتونيوم، ساعدا على اقتراب إيران من قدرة إحداث اختراق نحو السلاح النووي في وقت قصير. ستحتاج إلى أشهر قليلة حتى التوصل إلى منشأة نووية أولية، ونحو سنة للتوصل إلى سلاح قتالي.
مع تحويل المُفاعِل النووي في أراك إلى “ساخن”، لن يكون ممكنًا بواسطة وسائل عسكريّة إيقاف القدرة الإيرانية على الحصول على سلاح نووي، وخاصة بسب الضرر البيئي الكثير الذي سيحدثه الهجوم.
هذه التطورات إلى جانب الخوف من الهجوم الإسرائيلي على إيران، أدت إلى أن تفهم الولايات المتحدة والغرب حاجة التوصل إلى نقطة حاسمة: الهجوم عسكريًّا، تشديد العقوبات، أو التوصل إلى حل دبلوماسيّ.
أدّى وضع إيران الاقتصادي السيء في أعقاب العقوبات في حزيران عام 2013، إلى انتخاب حسن روحاني، المرشّح الأكثر “اعتدالا”، الذي دعا خلال الانتخابات إلى تليين موقف إيران في الشأن النووي وتحسين العلاقات مع الغرب. يعكس هذا التوجه فهمًا بأنّ المشروع النووي، الذي استثُمر فيه أكثر من مليار دولار حتّى الآن، تحوّل إلى عبء على إيران، قد يهدد صمود نظام الملالي.
واجهت الاتفاقية المرحلية التي وقعت مع إيران انتقادات لاذعة من الجانب الإسرائيلي ومن دول في الخليج. الادعاء هو أن الغرب أعرب عن استعداده للتوصل إلى اتفاق يبقي أمام إيران إمكانية إحداث اختراق نحو السلاح النووي خلال فترة قصيرة.
تهدف إيران إلى التوصل إلى إزالة العقوبات (ويبدو أنها تحقق نجاحات ليست بقليلة في هذا المجال) وإزالة إمكانية الهجوم العسكري، الأمريكي أو الإسرائيلي.
ماذا ستفعل إسرائيل؟
على إسرائيل أن تتخذ قرارات، وذلك لأن المشروع النووي الإيراني لديه قدرة خاصة على التهديد. أولا، من الواضح أنه ليست أمام إسرائيل في فترة المفاوضات إمكانية تفعيل الخيار العسكري. رغم ذلك، في حال اجتازت المفاوضات الفترة المخصصة لها، ستضطر الحكومة إلى التفكير بذلك ثانية. ولكن ماذا سيحدث إذا فشلت المفاوضات؟ هل ستنفذ إسرائيل فورًا الخيار العسكري أم إنها ستمنح وقتًا إضافيًّا لتشديد العقوبات (على افتراض أن نظام العقوبات لن يتفكك كليًّا حتى ذلك الوقت).
يبدو حتى الآن، أن السؤال المركزي الذي يتعيّن على إسرائيل مواجهته هو كيف يمكن أن تدفع الولايات المتحدة وسائر الدول العظمى، إلى عدم التنازل عن البنود الهامة في الاتفاق المستقبلي، التي ستمنع إيران من الوصول إلى القنبلة في وقتٍ قصير.
إن الطريق إلى ذلك، هي بواسطة الاستثمار في حوار استراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة وخاصة حول تحسين العلاقات مع الرئيس أوباما، هذا ما يقوله يدلين. إضافةً إلى ذلك، يتعيّن على إسرائيل الحفاظ على الخيار العسكري ضدّ إيران على الطاولة، في حل فشل كافة الوسائل الأخرى.