أعلن منظمو مؤتمَر “إبياك” الذي يُجرى هذا الأسبوع أن المنظمة سترفع هذه السنة شعار ال”bipartisnahip” أي “الثنائية الحزبية” والتي تعني تجنب التضامن السياسي مع حزب معين، وضمان فوز إسرائيل بدعم الحزب الجمهوري والديمقراطي على السواء في الولايات المتحدة.
يعود هذا الموقف إلى تطورات لا يمكن إخفاؤه – احتضان الإدارة الأمريكية لإسرائيل، لا سيّما لحكومة نتنياهو والذي يجعل إسرائيل متماهية مع الرئيس المثير للجدل في تاريخ أمريكا. يشكل هذا الموقف مشكلة، لا سيّما أن مصدر الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى اليهود، الذين تصوّت غالبيتهم العظمى للحزب الديمقراطي وتتحفظ من ترامب جدا.
يحذر الكثيرون من أن الفائدة التي تتمتع إسرائيل بموجها من التقارب الأيديولوجي بين اليمين الأمريكي واليمين الإسرائيلي، ومن دعم الإدارة الأمريكية لها فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قصيرة الأمد، لأنه كلما سعى الجمهوريون إلى أن تكون إسرائيل متضامنة معهم أكثر، يؤدي ذلك إلى إبعاد الديمقراطيين عن إسرائيل، رغم الدعم التقليدي والمتأصل لدى الأمريكيين لإسرائيل.
رغم هذا، في مؤتمر “إيباك” الكبير الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة، الذي يجرى في هذه الأيام في واشنطن، تحاول المنظمة إعادة إسرائيل إلى مركز الخارطة السياسية في الولايات المتحدة. سنويا، يشارك في المؤتمر متحدثون يمينيون ويساريون، وهذا العام دعي أيضًا رئيس حزب العمل، آفي غباي، ولكن رغم أنه تحدث بنبرة يمنية إلى حد بعيد، فقد حظي بتصفيق غير حار من الجمهور الغفير. في المقابل، رغم أن نتنياهو وصل للمشاركة في المؤتمر في وقت حساس جدا، بسبب التحقيقات التي تُجرى ضده، حظي بترحاب عظيم.
بالمناسبة، سيندهش الكثيرون عندما يكتشفون أن “أيباك” رغم صورته اليمينية فهو يدعم إقامة دولة فلسطينية من بين المواضيع التي يتطرق إليها عندما يلتقي مع أعضاء الكونغرس وشخصيات أخرى في الإدارة الأمريكية. إذ توجه زعماء المستوطنات إلى إدارة الإيباك وطلبوا منها بألا تطرح الموضوع المثير للجدل في إسرائيل. ولكن الإيباك رفض طلبها هذا.