في الأسبوع الماضي، وصلت الانتقادات الجماهيرية الموجهة لنتيناهو إلى حجم غير مسبوق. يعتقد نحو %60 من الإسرائيليين أن الأداء الإسرائيلي بشأن التعامل مع غزة سيء، وتعزز الانتقادات الإعلامية ضد الجيش والحكومة الشعور العام أن ضبط النفس النسبي الذي تبديه إسرائيل في تعاملها مع حماس وإزاء أكثر من 500 قذيفة التي تطلقها حماس في اليوم ضد إسرائيل قد اجتاز حدود الصبر.
بعد استقالة ليبرمان من منصب وزير الدفاع، قرر وزير التربية، رئيس حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، أنه آن الأوان للعمل. يرغب بينيت منذ سنوات في أن يشغل منصب وزير الدفاع. هذه الرغبة ليست مرتبطة بالدافع الشخصي لشغل أحد المناصب الأهم في الدولة، التي تؤهله لمنصب رئيس الحكومة، بل تنبع عن أسباب أخرى هامة أكثر: يؤمن بينيت أن هناك مشكلة في إدارة القوة الإسرائيلية. وفق أقواله في خطابه اليوم، يعتقد بينيت أن الجنود يخافون أكثر من المدعي العسكري الرئيسي من يحيى السنوار. كما يتضح منها أن على الجيش أن يكون أقل حذرا، وأن يخاف أقل من المس بالأبرياء، وأن يسعى إلى الانتصار في كل الأحوال.
رغم حقيقة أن أقوال بينيت تنال رضا جزء كبير من الإسرائيليين، نجح نتنياهو في جعل حزب “البيت اليهودي” يتنازل عن التهديدات بالاستقالة، وفي الواقع ضمن أن تواصل الحكومة ولايتها حتى موعد يراه مناسبا لتفكيكها. وفق التقديرات، يُفضل نتنياهو إقامة الانتخابات في وقت متأخر من العام، بعد احتفالات عيد الاستقلال، التي يتلقى فيها رئيس الحكومة تغطية إعلامية كبيرة.
على أية حال، سنشهد توترا في الأسابيع والأشهر القريبة. من المتوقع أن يبدي بينيت وزميلته أييلت شاكيد بعد أن تعرضا للإهانة العلنية من نتنياهو توجها مستقلا في جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وسيطالبان بالعمل بيد حديدية أكثر ضد حماس.