لا يردع الوضع السياسي والأمني غير المستقرّ في معظم بلدان الشرق الأوسط، الخوف من تسلّل عناصر داعش، الحرب الأهلية الوحشية المستعرة منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا، الحملة العسكرية لإنقاذ اليمن والتهديد النووي الإيراني، بعض شبان دول الخليج، عمان أو بيروت، الذين يستمرّون في حياتهم الليلية النابضة. “أحيانا يكون هذا هو الملجأ الوحيد للشباب في تلك الدول”، كما يقول شخص بارز في الحياة الليلية.
رغم مناخها السياسي المتوتر، نجحت بيروت في الحفاظ، خلال السنين، على مشهد الحفلات المزدهر. تزيّن النوادي الليلية على أسقف المنازل شواطئ البحر المتوسّط، مناطق بوهيمية تستقطب السيّاح والفنّانين المحلّيّين إليها وتقدّم الحانات حفلات الكوكايين، وكل ذلك غير بعيد عن المقرّ الرئيسي لحزب الله.
كما وتعرض دول الخليج الغنية ما لا يحصى من تجارب الحياة الليلية النابضة. إذا أجريتم بحثا بسيطا في جوجل عن “الحياة الليلية في دبي”، ستجدون في الغالب حانات، مقاهٍ أو نوادٍ حصرية في الفنادق حيث الدخول إليها غير مسموح لأي أحد. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الصور والأفلام من الحفلات الأكثر سخونة في أبو ظبي والتي لا تنكشف للجميع. يتم الحفاظ على كلّ شيء بسرّية، حيث إنّها بلدان إسلامية، وغالبا ما يكون اللقاء بين الشبان والفتيات في ساعات الليل في نواد مشبعة بالكحول أمرا غير محبّذ في الحالات الجيّدة وليس مسموحًا به في الحالات المتطرّفة. بالإضافة إلى ذلك يقول من هم على دراية بأنّ محافل معيّنة وبوهيمية تحافظ على السرّية التامة على جمرة الحياة الليلية النابضة حتى لا تُخجل النوادي الكبرى والمرموقة في الدول الأوروبية.
قمنا بجمع بعض الأندية الأكثر إثارة للاهتمام ونبضا بالحياة والتي تقدّمها دبي، السلطة الفلسطينية، لبنان وإسرائيل:
بيروت لا ترتاح للحظة
يعلم الجميع أن بيروت تقع على مفترق طرق رئيسي اليوم أكثر من أي وقت مضى: حزب الله، داعش، مئات آلاف اللاجئين السوريين على الحدود وفي المدن الكبرى، عدم المساواة الاقتصادية والفوضى السياسية. ومن جهة أخرى فقد وُصفت بيروت حتى في أيامها المظلمة بأنّها “باريس الشرق الأوسط”. نجحت بيروت في الاحتفاظ لنفسها بسمعة العاصمة النابضة بالحياة. نوادٍ ليلية على أسقف المنازل الشخصية، حانات للسيّاح والشبّان المحلّيّين وحفلات الكوكايين.
https://www.facebook.com/cafepub27/photos/a.297967230368853.1073741829.297326293766280/423728131126095/?type=1&permPage=1
أحد أكثر الأماكن سخونة هو “27 Café Club”. وهو يقع في قلب الأحياء الأحدث في بيروت ويقدّم كل ليلة مجموعة متنوعة من عوامل الجذب والموسيقى العالمية الشابّة والقوية، مزيج من الموسيقى العربيّة الجميلة، والموسيقى العالمية مع مزيج من أغاني الرقص الهاوس (Music House).
وهذا ليس كلّ شيء، فالفريد في المكان هو منصّات الدي جي للبنات. وقد أجرى موقع المونيتور منذ وقت قريب مقابلات مع شابّات يمارسن عمل الدي جي من حين لآخر في النوادي والمقاهي الأشهر في بيروت. لم يكن دائما وجود نساء دي جي مظهرا شائعا في النوادي بالمدينة. ولكن في السنوات الخمس عشرة الأخيرة، نما توجّه قوي لنساء سعينَ لتعلّم هذه الحرفة.
ليالي دبي السحرية
قيل كثيرا عن دبي، الإمارة الثانية في حجمها في الإمارات العربية المتحدة (بعد أبو ظبي). إنها الإمارة التي نجحت في رفع مكانتها في العقد الأخير سواء بواسطة ثرائها، جمالها الصحراوي الاستثنائي ومجموعة متنوعة من عوامل الجذب التي تقدّمها باعتبارها مدينة حديثة.
أحد المقاهي، والحانات الأكثر شهرة في المنطقة هو Rooftop royal Bar. تقدّم الحانة منظرا باتجاه نخلة الجميرة الاصطناعية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الكوكتيلات الكحولية الفريدة والتي تناسب زوّار المدينة من جميع أنحاء العالم.
https://www.facebook.com/rooftoproyalascot/photos/a.777325139030446.1073741843.506795872750042/777919368971023/?type=1&permPage=1
يمكن في موقع Dubai night أن نعثر على ما لا يحصى من عوامل الجذب الأخرى: يمكن في أيام الخميس الاستمتاع بموسيقى سنوات الثمانينيات والتسعينيات في نادي Sho Cho Dubai بالإضافة إلى حفلات الديسكو في أيام الخميس في النادي الحصري Armani Prive Dubai.
وبالطبع فدبي أيضًا هي مدينة كبرى متقدّمة لا تزال تحافظ في بعض الأماكن على الليالي المنفصلة للنساء والرجال. وبالطبع فهذا التقسيم ليس واحدا ويتغيّر من مكان لآخر، وخصوصا في المناطق السياحية.
الحياة الليلية في رام الله: سلسا، كحول ودعارة
من هي المرأة الأكثر شهرة في مدينة رام الله؟ الإجابة سهلة: أنيسة. ليس بسبب إنجازاتها التعليمية، الحرفية أو السياسية، وإنما بسبب الحانة وقاعة الرقص الشهيرتين اللتين تملكهما. يقع هذا النادي، الذي يُدعى “بيت أنيسة”، في حيّ عيد منجد في رام الله.
عندما تقتربون من المكان ستجدون في المنطقة مجموعة من رجال الأمن الذين يعملون في شركة حراسة شخصية. عند المدخل، تتجوّل نساء ينتظرن أن يأتي زبون ليختار من بينهنّ واحدة ليقضي معها الليلة. ولكن لا، فإنّ “بيت أنيسة” ليس بيت دعارة. إنّه في العموم حانة ومطعم يتحوّل بعد الساعة العاشرة ليلا إلى نادي رقص صاخب، يسكر فيه عدد كبير من الناس. الأشخاص الذين يعيشون حول المكان غاضبون من الضجيج الكبير وقد قدّموا فعلا شكاوى حول الموضوع لبلدية رام الله.
توجد الحانات من هذا النوع في عدّة أماكن في رام الله. يتركّز معظمها في منطقة “رام الله التحتى”. إنّها رام الله القديمة، ذات الغالبية المسيحية. ولكن لا يعني ذلك أنّ زبائن هذه الحانات هم من المسيحيين فقط. رغم أّنّه تُمنح رخصة بيع الخمور في رام الله للمسيحيين فقط، فإنّ العاملين والزبائن في الحانات ليسوا بالضرورة كذلك. يجري في الحانة كلّ يوم ثلاثاء ليلة رقصة السالسا، يتعلّم فيها الزبائن هذه الرقصة الشهيرة.
ينتمي الزبائن الرئيسيون لهذه الحانات الشهيرة في المدينة إلى الطبقة الوسطى الفلسطينية. ومع ذلك، يجد الطلاب الجامعيّون، الذين لا يملكون ما يكفي من المال للذهاب بشكل مستمرّ إلى تلك الحانات، لأنفسهم بديلا متمثّلا بالسفر إلى بير زيت. فهناك، في منطقة ذات غالبية مسيحية أيضًا، مساكن للكثير من الطلبة، وهناك تضجّ الحياة والكحول.
فخر صناعة الحياة الليلية في تل أبيب: نادي هأمون 17
ليست هناك في تل أبيب غالبية مسلمة. عدد الحانات والنوادي التي يتدفّق إليها الشبّان والشابّات في تل أبيب في نهاية الأسبوع لا يمكن حصره تقريبًا. في كل زاوية شارع، يمكن العثور على حانة في حيّ حيث تقدّم لجمهور زبائنها موسيقى معيّنة ومشروبات معيّنة. في أشهر الصيف والربيع الطويلة يمكن قضاء كل يوم في الأسبوع في نادٍ آخر.
ولكن فخر صناعة الحياة الليلية المستعرة يتركّز في جنوب المدينة، في المنطقة الصناعية التي لا يمكن خلال النهار أن نجد فيها الشبّان إلا عمّالا متّسخين ومتعرّقين بعد يوم عمل طويل، وخلال الليل تُغيّر المنطقة وجهها وتغطّيها جموع الشبّان المتدفّقين إلى مدخل النادي الأكبر في تل أبيب وهو نادي “هأومان 17”.
يعرف روّاد النادي التل أبيبي جيّدا الإثارة في الحفلات الضخمة. ليست الكحول وحدها هي التي تتدفق بين الرواد وإنما أيضًا المخدّرات وتجار المخدّرات الأخفياء الذين يوفّرون المخدّرات لمن يدفع أكثر. داهمت الشرطة أكثر من مرة الشبان في النادي بل وفي بعض المرات حرصت على تفريق الحفلة بحجة الإمساك بمخدّرات خطرة مع عدد من الرواد.
قيل الكثير عن المشهد الجنسي. ليس غريبا على رواد النادي أن يخلعوا ملابسهم ويمارسوا الجنس في مراحيض النادي. وأكثر من مرة تعارف الشبان الأجانب في النادي وعادوا إلى المنزل متشابكي الأيدي ليمضوا بعد ذلك ليلة مليئة بالفجور.
نشر قسم من المقالة عن الحفالات في رام الله على موقع Middle News