وفقا للتقرير الأخير لمعهد الدراسات والاستطلاع الأكبر في الولايات المتحدة، PEW، هناك نحو 285 مليون إنجيلي، نحو 13% من المسيحيين في العالم.
الإنجيليون، كما هو معروف هم تيار نشأ من داخل الديانة المسيحية البروتستانتية والذي بدأ في أوروبا في فترة القرن الثامن عشر. مصدر اسم الحركة هو الكتاب المقدّس لدى المسيحيين، والذي دعت الحركة إلى جعله مركزيا في الحياة اليومية للمؤمنين. يقع المركز الأكبر للإنجيليين اليوم هو في الولايات المتحدة ولديهم مراكز أخرى أيضًا في هولندا، نيوزيلندا، وأستراليا.
في كل مكان تتعزز فيه الحركة البروتستانتية يتزايد الطموح بمساعدة الأراضي المقدّسة، اي إسرائيل وتتم ترجمة ذلك أكثر وأكثر من خلال الدعم بالدولارات. كل التبرّعات المسيحية التي تصل إلى إسرائيل تقريبا يتم الحصول عليها من منظمات إنجيلية.
“دعم إسرائيل أصبح تيارا سائدا”، كما قال مدير العلاقات العامة في السفارة المسيحية العالمية في القدس. استقرت السفارة في المدينة عام 1980، ولديها اليوم مكاتب في 85 دولة، بما في ذلك ثمانية في دول ذات غالبية مسلمة ومكتب في كوبا. وهي مسؤولة عن قدوم آلاف الحجاج إلى القدس في كل خريف وتموّل في إسرائيل برامج إنسانية مختلفة، بشكل خاص من أجل كبار السنّ والمهاجرين.
وفقا لكلام مدير العلاقات العامة، بدأ الإسرائيليون أيضا بالتحرر من العقبات المتعلقة بالحصول على أموال من المسيحيين. عندما بدأ الإنجيليون بدعم الأهداف الإسرائيلية، قبل نحو 35 عاما، لم تُستقبل الأموال بترحيب دائما. كما ويرفض معظم اليهود الحاريديون حتى اليوم الحصول على أموال من المسيحيين، خوفا من أن يكون دافعهم الحقيقي هو إغراؤهم لترك اليهودية، وهم ليسوا الوحيدين.
“مسيحيون أصدقاء إسرائيل” هي منظمة إنجيلية أخرى، يقع مكتبها الرئيسي في القدس وتتبرع بحزمات مساعدات لليهود الذين جاؤوا إلى إسرائيل من مختلف البلدان في العالم وبمعدّات دفاعية لجنود الجيش الإسرائيلي. وفقا لعدّة تقديرات، فإنّ المبلغ السنوي الإجمالي من التبرّعات الإنجيلية التي تصل إلى إسرائيل هو 175-200 مليون دولار، و “صندوق الصداقة” مسؤول عن تجنيد القسم الأكبر منها. لا يقترب هذا المبلغ من ثلاثة مليار دولار تقريبا والتي تم الحصول عليها في العام الماضي كتبرّعات من اليهود في العالم.
جزء كبير من الأعمال الخيرية المسيحية-الصهيونية مخصص لتشجيع قدوم اليهود إلى إسرائيل؛ إذ يعتقد الكثير من الإنجيليين أنّ عودة اليهود إلى إسرائيل هي شرط سابق لعودة يسوع.
وإلى جانب تشجيع الهجرة، تركّز المنظمات المسيحية على مساعدة المحتاجين وتعزيز الأمن القومي الإسرائيلي، وتبتعد في الغالب عن الأهداف المتماهية مع اليسار. ومن وجهة نظر الإنجيليين إلى الاحتلال يتشارك الإنجيليون مع اليمين اليهودي الديني في إسرائيل. إنهم يدعمون حركات الاستيطان وفي أحيان كثيرة يعطون أولوية لتعزيز ما يسمّونه “أرض إسرائيل الكبرى”.