فاز الإعلامي الدرزي المشهور رفيق حلبي في الانتخابات المحلية التي أجريت في قرية دالية الكرمل أمس وسيتولى منصب رئيس المجلس في القرية في السنوات الخمس المقبلة. وكان حلبي قد عمل في الماضي مديرًا لقسم الأخبار في القناة الإسرائيلية الأولى، وهو حائز على جائزة سوكولوف في الإعلام.
وقبل دخوله إلى الحلبة السياسية، قدم حلبي تشكيلة من البرامج التلفزيونية مثل “رفيق حلبي في الميدان”، الذي يعرض مواضيع تهم المجتمع العربي، البدوي والدرزي. ويعتقد الكثيرون أن مساهمته في تمثيل “الأقليات” في الإعلام هي مساهمة كبيرة.
إن انتقال حلبي من الإعلام إلى السياسة هو بمثابة توجه قطري يستغل فيه الإعلاميون تأثيرهم في طريقهم إلى السياسة. من بين المشاهير الذين قفزوا هذه القفزة زعيمة المعارضة، شيلي يحيموفيتش ووزير المالية يائير لبيد. كثيرون ينتقدون هذه الظاهرة ويدّعون أنها تؤدي إلى إحداث عدم مساواة في نقاط انطلاق المرشحين، عندما يكون أحدهم شخصًا مشهورًا ومعروف وآخر ما زال مجهول الهوية.
كان حلبي في السابق نائب المسؤول عن القدس الشرقية في بلدية القدس، ومساعد رئيس البلدية الأسبق تيدي كولك. كما أدار حلبي المكتب الإسرائيلي في القدس الشرقية وبذل جهودًا جمة في تطويره. في العام 1974، التحق بالتلفزيون الإسرائيلي في نشرة الأخبار، كمراسل لشؤون الأراضي الفلسطينية وعمل هناك حتى العام 2003، وهو يقف من وراء سابقات صحفية كثيرة.
وقد أفاق سكان قرية دالية الكرمل يوم أمس، بعد منتصف الليل، على دوي الألعاب النارية والتي أنارت السماء احتفاءً بفوز رفيق حلبي. يجدر الذكر أن حلبي، على الرغم من سيرته الذاتية الحافلة، يتمتع بدعم عائلي واسع، إذ تتمتع عائلة حلبي بقوة انتخابية تبلغ أكثر من 4,000 صوت، في القرية التي يصل عدد أصحاب حق الاقتراع فيها إلى 11,000. ويدعي من يتابع مجريات الانتخابات في القرية الواقعة على جبل الكرمل أن رفيق قد تمتع بكافة الاحتمالات ليكون رئيسًا للمجلس، وقد تم انتخابه بالإجماع لقيادة العائلة بهدف التغلب على العائلة المنافسة، عائلة نصر الدين.
وقد أعلن حلبي في وسائل الإعلام في القرية، بعد فوزه أنه رئيس مجلس كافة السكان، وأنه يجب فتح صفحة جديدة بعد حملة سياسية مليئة بالمشاحنات بين معسكر حلبي ومعسكر نصر الدين في القرية.
وأضاف الإعلامي في السباق، “سكان دالية الكرمل يطمحون إلى تغيير جذري، وقد وعدتهم بأنني سأبذل قصارى جهدي لكي أنقذ القرية”. وحين سئل إن كان سيعود يوما إلى مجال الإعلام، أجاب: “أنني مشتاق الآن للإعلام. لكن ترشحي لرئاسة المجلس المحلي هي محطة أخرى في حياتي، إنني أريد ان أساعد المواطنين بقدر المستطاع”.
وتنتظر رئيس المجلس الجديد تحديات غير سهلة، وفي مقدمتها قيادة القرية نحو العصرنة والاستثمار في مجال التربية والتعليم. وقد وعد حلبي في حملته السياسية بأنه سيستثمر في مجال الثقافة في القرية، وهو مجال يمكنه أن يساهم فيه كثيرًا نظرًا لخلفيته الإعلامية.
ونضيف أن اسم حلبي قد تصدّر العناوين سابقًا، بعد أن اتهم بملاحقة جنسية. وتمت إدانة حلبي في تسوية بالملاحقة الكلامية لعاملة في سلطة البث في الفترة التي عمل فيها في السلطة وتم توبيخه. وقد جاء في قرار الحكم “صحيح أن أعمال المتهم هي على الصعيد الكلامي، إلا أن للأقوال ذات الطابع الجنسي نفس مدى الوخامة”.