قسم من المشرّعين الأمريكيين يدعون لتشديد العقوبات، دون علاقة بالمحادثات النووية في جنيف.
أوضح رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي روبرت مننديز، الجمهوري ليندسي غراهام، ومشرّعون آخرون أنهم لا يكتفون باستعداد إيران لتخصيب اليورانيوم لدرجة 3.5 بالمئة فقط، ما يكفي لنووي للاستخدام السلمي، بل يطالبون بالإيقاف المطلَق لتخصيب اليورانيوم. ويتحدث عضوا مجلس شيوخ جمهوريان آخران، ماركو روبيو ومارك كيرك، علنًا عن ضرورة تشديد العقوبات دون علاقة بما يجري في المحادثات في جنيف.
وعلى هامش المحادثات النووية التي تجري هذه الأيام في جنيف بين مندوبي إيران، الولايات المتحدة، والقوى العظمى، صرّح عدد من المسؤولون الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس أوباما أنّ لإيران الحق في امتلاك الطاقة النووية لأهداف سلميّة. كذلك أوضحت طهران أنها لا تنوي في نهاية المحادثات التنازل عن حقّها في تخصيب اليورانيوم. مع ذلك، أوضحت مصادر في حكومة أوباما في الأيام الأخيرة أنه ليس في نيّتها التوقيع على اتّفاقات مرحلية مع إيران، ولذلك لن تكون خلال النقاشات تنازلات عن العقوبات الاقتصادية الشديدة في مجالات الطاقة والمصارف، بل بعض التسهيلات، مثل تخفيف القيود على تزويد منتجات طبية، رحلات جوية لإيران، وقِطَع تبديل لطائرات الركاب من إنتاج بوينج الأمريكية.
وعلى جدول أعمال الكونغرس قرار تشديد العقوبات، بطريقة توقف كليًّا تصدير النفط من إيران. تستورد أربع دول فقط النفطَ من إيران، بكمية مخفَّضة، وهي الصين، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، لكنّهم يذكرون في الكابيتول (مقرّ الكونغرس) أن لا مشكلة بإيجاد مصادر طاقة بديلة. وإن لم تتنازل إيران عن برنامجها النووي، ينوي الكونغرس دفع العقوبات الجديدة في القانون حتى نهاية العام.
في هذه الأثناء، ومع انتهاء جولة المحادثات النووية بين الدول العظمى وإيران، تبدي الأطراف تفاؤلًا. فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني أمس (الأربعاء) في بيان موجز للصحفيين في لقاء القوى العظمى الست مع إيران: “عُرض للمرة الأولى اقتراح جديد، وجدي، بمضامين لم نرَها من قَبل”. مع ذلك، ذكر أن “لا أحد يتوقّع اختراقًا بين عشية وضُحاها، نظرًا إلى المواضيع التقنية المعقدة وتاريخ انعدام الثقة بين الجانبَين”. وأوضح المتحدث الأمريكي أنّ “على إيران أن تثبت أنّ البرنامج الإيراني هو لأهداف سلمية فقط”.
وكان موضوع الساعة في طهران أمس اللقاء الخاطف بين مراسِلة الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت”، ليئور زلبرشتاين، ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وردًّا على سؤال إن كان يمكن أن يؤدي التقدُّم في المحادثات النووية إلى فتح آفاق جديدة في علاقات إيران وإسرائيل، أجاب وزير الخارجية الإيراني: “هذا أمر مختلف كليًّا؛ هذا غير مرتبط بهذه المفاوضات على الإطلاق. كل اختراق في الشأن النووي يفتح آفاقًا جديدة”.
وهرب المسؤول الإيراني بعد ذلك إلى المصعد، وبعد قليل نزل من جديد، آملًا ألّا يجد الصحفيين الكامنين له في البهو. ونجحت مراسلة “يديعوت أحرونوت” و ynet إلى جنيف في الوصول إلى عراقجي، تقديم نفسها له، والطلب منه أن يقول بضع كلمات للإعلام الإسرائيلي. أجابها نائب وزير الخارجية الإيراني بابتسامة عريضة قبيل أن يستقل سيارة الليموزين السوداء الخاصة به في طريقه للمحادثات، قائلًا: “أنت تعرفين أنه لا يمكنني فعلُ ذلك”.