أجرى رئيس الحكومة أمس اتصالا هاتفيا برئيس السلطة الفلسطينية، أبي مازن، بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك وهنأه: “آمل في أن تكون لدينا فرصة للتحدث أحدنا مع الآخر ليس في الأعياد فقط، فهذا مهم”. قال نتنياهو لنظيره الفلسطيني. وأضاف أنه يأمل “في أن تسفر مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن نتائج تؤدي إلى استئناف المفاوضات”.
وكانت المرة الأخيرة التي تحدث فيها نتنياهو مع أبي مازن عشية رأس السنة العبرية (أيلول 2012)، إذ اتصل أبو مازن بنتنياهو لتهنئته بالعيد. منذ تلك المكالمة، زار وزير الخارجية الأمريكي إسرائيل والسلطة الفلسطينية عدة مرات ولكن لم يتم الإبلاغ عن محادثات رسمية تُجرى بين الزعيمين.
وفي هذه الأثناء، تم نشر استطلاع مؤشر السلام الشهري (تموز)، الذي يصدره المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، وكان الاستطلاع غير مشجع ويشير إلى وجود تشاؤم واسع النطاق بين أوساط الجمهور الإسرائيلي فيما يتعلق باحتمالات نجاح وزير الخارجية الأمريكي في إجلاس الزعيمين إلى طاولة المفاوضات. يُستشف من الاستطلاع أن 71% من الجمهور اليهودي في إسرائيل يعتقد أن احتمال نجاح جهود كيري هي منخفضة جدا أو منخفضة إلى حد كبير. ويتبين أيضا أن الجمهور العربي يعتقد الأمر ذاته بالضبط – 72% يقدرون أن احتمالات الإرسالية هي منخفضة بما فيه الكافية أو منخفضة جدا.
وكان رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت قد أعرب، قُبيل حديث رئيس الحكومة نتنياهو وأبي مازن، عن تقديره أن مساعي كيري لن تثمر أثمارًا حقيقية: “أنا أفكر بالطاقات الهائلة التي يستثمرها في الجولات المكوكية بين إسرائيل وعمان ورام الله والقدس، والعودة إلى عمان. وفي كل مرة لقاء بعد لقاء – وما الهدف من هذا كله؟ لتعريف شروط الشروع بمفاوضات ستفشل في الغد. كان من الأجدر بذل مثل هذه الكمية من الطاقة بما يحتاجونه عند الوصول إلى خطوط النهاية في المفاوضات”. وجاءت أقوال أولمرت في مؤتمر إصدار كتاب رون بونداك الجديد الذي يتناول اتفاقية أوسلو.
وقد نشر الموقع الإخباري الإسرائيلي “والا” هذا الصباح الخبر حول المكالمة التوبيخية التي أجراها كيري مع أبي مازن. وحسب التقرير، نقلا عن مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس، كان كيري قد وضح لأبي مازن في زيارته الأخيرة إلى المنطقة قبل بضعة أسابيع، أنه إذا لم يتراجع عن مطالباته المسبقة لاستئناف المفاوضات، فهذا سيمس بالمساعدة الاقتصادية التي تتلقاها السلطة الفلسطينية.
إن الخلاف الأساسي الذي يمنع الطرفين من عقد قمة سياسية مشتركة هو مسألة الأسرى الفلسطينيين. يطالب الفلسطينيون، في هذه الأثناء، إسرائيل بإطلاق سراح كافة الأسرى المسجونين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو دفعة واحدة. بالمقابل، ترفض إسرائيل إطلاق سراح جزء من هؤلاء الأسرى وتطالب بإطلاق سراح البقية بشكل تدريجي، بموازاة العملية السياسية.
يبدو أنه قد تم العثور على حلول إبداعية في المسألتين الأخريين اللتين وضعهما الفلسطينيون شرطا لإقامة القمة السياسية – تجميد البناء في المستوطنات والاعتراف بحدود عام 1967، كنقطة انطلاق للمفاوضات.