يعمل نحو 50% تقريبًا من النساء وحوالي 17% من الرجال الأثيوبيين، الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد سن 12 عامًا، في أعمال النظافة والمطابخ، مقارنة بـ 3.5% من النساء والرجال اليهود، الذين ليسوا من أصول أثيوبية، هذا ما أظهره بحث جديد أُجري مؤخرًا.
أظهر الإحصاء الذي أجرته وحدة الإحصاء المركزية أنه في عام 2013 وصل مُجمل مدخول البيت الأثيوبي إلى 3026 دولارًا؛ شهريًا – أقل بنحو 35% تقريبًا من معدل الدخل في المُجتمع، الذي قوامه نحو 4657 دولارًا للبيت. هذه الفجوة، وفقًا لما قاله مُعّدو البحث، قد تكون مفهومة بالرجوع إلى النتائج التي أظهرها البحث والتي تُشير إلى أن معدل التحصيل العلمي، للمواطنين الإسرائيليين من أصول أثيوبية، أقل بكثير مما هو لدى بقية المواطنين في الوسط اليهودي، وأوضاعهم في سوق العمل أقل جودة من ناحية المهن التي يعملون بها ومن ناحية الأجور.
وجد الباحثون أيضًا أن الفجوات كبيرة جدًا، من ناحية التحصيل العلمي، المُتمثل بعدد الأكاديميين. نسبة الحاصلين على لقب أكاديمي، من اليهود من أصول أثيوبية والذين تعلموا في إسرائيل، تقف عند نحو 20% – نصف نسبة الأكاديميين في الوسط اليهودي (40%). نسبة المُتعلمين، لدى المواطنين من أصول أثيوبية الذين قدموا إلى إسرائيل بعد سن 12 عامًا هي نحو 6% فقط، وضمن هذه المجموعة فإن غالبية من لديه لقب أكاديمي هم قادمون جدد قدموا إلى إسرائيل في سن 13-18 عامًا.
أظهر البحث أنه قد طرأ ارتفاع كبير على نسبة انخراط النساء الأثيوبيات في سوق العمل، ولكن غالبيتهن يعملنّ في مهن ذات أُجور قليلة. ارتفعت نسبة التشغيل، بالنسبة للمواطنين من أصول أثيوبية، ممن هم في سن العمل الأساسي (25 -54)، بشكل كبير جدًا في العقد الأخير، وبين عامي 2009 – 2011، استقرت النسبة عند نحو 72% – وهذه النسبة أقل بقليل من نسبة التشغيل في الوسط اليهودي، غير الأثيوبي، الذي يقف عند نحو 79%.
للمقارنة، وُجدت فجوات كبيرة جدًا بين الوسط اليهودي في إسرائيل والوسط العربي: تُشير المُعطيات التي تنشرها وحدة الإحصاء المركزية (جهة حكومية)، بين الحين والآخر، أن هنالك فجوات اجتماعية واقتصادية عميقة أيضًا بين العرب واليهود. مثلاً نسبة الحاصلين على لقب أكاديمي في الوسط اليهودي في إسرائيل (باستثناء الأثيوبيين) هي 40%، بينما نسبة اليهود الأثيوبيين الذين تعلموا في إسرائيل هي 19.70% ونسبة الأكاديميين العرب 15%.
يُمكن أن نرى مثالاً آخر على الفجوات الاقتصادية الموجودة من خلال المُعطى الذي يُشير إلى نسبة العاملين بالنظافة وأعمال المطبخ (من سن 25 – 54): 50% من العاملات في هذا المجال هنّ أثيوبيات، 7% نساء عربيات و 4% يهوديات، غير أثيوبيات.
يُشار إلى أن الاحتجاجات زادت، هذا الأسبوع، بين قوات الأمن والمتظاهرين الأثيوبيين الذين خرجوا للاحتجاج على الظروف الاجتماعية وضد الصورة السلبية التي التصقت بهم نتيجة أعمال العنصرية والتمييز التي يُعامَلون بها من قبل المؤسسات الحكومية والمجتمع الإسرائيلي عامة، منذ ثلاثة عقود.