يُناقش ممثلون عن إسرائيل والأردن إمكانية فتح مسجد الأقصى وقبة الصخرة أمام الزائرين الإسرائيليين والسياح، هذا ما أوردته صحيفة “معاريف” على صفحاتها اليوم. رُبما يُتيح الوضع الحالي لليهود والمسيحيين زيارة باحة المساجد، إلا أنه يُحظر عليهم دخول المساجد ذاتها. صرّح مسؤول في ديوان رئيس الحكومة، البارحة، لمراسل “هآرتس” أنه لا مكان لمثل هذه المفاوضات وأنه ليس هناك تغيير في الوضع القائم في جبل الهيكل”.
لقد بدأت المُباحثات بين الطرفين، وفقًا للتقرير الذي يستند على تقرير لمعهد أبحاث خاص يُدعى “مجموعة الأزمات الدولية” الذي نُشر اليوم، في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، بعد لقاء رئيس الحكومة؛ بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني الملك عبد الله. تتركز النقاشات حاليًا على إقامة نظام يُتيح عملية انتقاء عند الدخول للمساجد والتي ستحول دون دخول جهات مُحرضة ومُتطرفة. طلب الأردن، في البداية، منع دخول اليهود المُتدينين والجنود بشكل تام، ولكن يبدو أنه تراجع عن ذلك.
الهدف من السماح بدخول السياح إلى المساجد هو إعطاء كل واحدة من الجهات الثلاث: إسرائيل، الأردن وأوقاف القدس، إمكانية تحقيق مكسب من اتفاق كهذا. ستربح إسرائيل من زيادة عدد الإسرائيليين الذين سيُسمح لهم بالدخول إلى المساجد، وسيحظى الأردن بتعزيز مكانة المملكة كحامية للمساجد، الأمر الذي سيُتيح للملك عبد الله مكافحة المُتطرفين الإسلاميين وسيربح الوقف من خلال زيادة ما يجنيه من رسوم الدخول.
والأمر الذي يُعتبر الآن الأكثر حساسية في باحة مسجد الأقصى هو دخول المُتطرفين اليهود الذين يُطالبون بالتسريع ببناء الهيكل مكان المسجد الأقصى. يعتقد الكثير من الفلسطينيين، بالإضافة إلى الكثير من المُسلمين في العالم، أن حكومة إسرائيل تُحاول أن تغيّر الوضع القائم وأن تمس بحقوق المُصلين المُسلمين. تعمل الحكومة كل ما بوسعها لإبعاد أولئك المُتطرفين عن المنطقة وعدم السماح لهم بالصلاة هناك.
وحسب اعتقاد مُراسل صحيفة “هآرتس”، نير حسون، فإنه منذ لقاء الملك عبد الله ونتنياهو طرأت تسهيلات كبيرة على زيارة المُصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه. الاعتقاد السائد هو أنه كلما سهّلت إسرائيل دخول المُصلين المُسلمين إلى المكان، هكذا سيقلُ الاحتكاك الفلسطينيين واليهود في المكان.
معهد “مجموعة الأزمات الدولية”، الذي نشر هذا التقرير هو مركز مُستقل، غير سياسي، ينشط في مناطق الصراع. يُحذر التقرير الذي نشره المعهد، بخصوص موضوع الأقصى، من تزايد النشاط السياسي الإسرائيلي بموضوع صلاة اليهود في باحة الأقصى، وعملية التحريض ونشر معلومات خاطئة في وسائل الإعلام العربية بخصوص النشاطات الإسرائيلية، وغياب التنسيق المُشترك بين إسرائيل، السلطة الفلسطينية والأردن بخصوص منطقة الحرم القدسي – قد تؤدي كل هذه العوامل إلى التصعيد.