منذ الأمس، انشغلت العناوين الرئيسية في إسرائيل في موضوع واحد فقط: إدانة الجندي إلؤور أزاريا بالقتل، الذي أطلق النار حتى الموت على فلسطيني طعن جنديا، بعد أن كان ذلك الفلسطيني ممددا على الأرض. غرقت مواقع التواصل الاجتماعي أيضا بالآراء من كل حدب وصوب، فهناك من كان فرحا لإدانة أزريا، وفي المقابل، طالب آخرون بتبرئته، أو العفو عنه.
ولكن لم تتصدر هذه الحادثة العناوين في إسرائيل فقط، بل تطرقت عناوين الأخبار في العالم كله إلى المحاكمة العسكرية الاستثنائية. غالبا، كانت التغطية إيجابية، وتطرقت إلى الجانب الأخلاقي. فحظي الجيش الإسرائيلي بعدد غير قليل من الثناء لكونه وضع خطوطا حُمر أمام جنوده، محترما القانون أولا. ناقشت شبكات الأخبار العالمية أوامر الجيش الإسرائيلي، بل أوضحت الفرق بينه وبين الجرائم التي ينفّذها الجيش السوري بحق النساء، الأطفال والمدنيين، وراء الحدود تماما.
وفي عدة صحف كبرى في العالم تصدرت الحادثة عناوين رئيسية. فظهر في موقع نيو يورك تايمز عنوان كبير: “إدانة جندي إسرائيلي أطلق النار على مُهَاجِم فلسطيني جريح”. تحدث المقال عن كون القرار في محاكمة أزاريا كان في الواقع قرارا حول طابع الدولة. بل حظيت الحادثة بالظهور على الغلاف المطبوع للصحيفة الشعبية.
ركّزت صحيفة الغارديان البريطانية على التصدّع الداخلي في المجتمع الإسرائيلي الذي كشفته محاكمة أزاريا، بين مؤيّدين دعوا إلى الدفاع عن جنود الجيش الإسرائيلي بأي ثمن، وبين من اعتبرها حادثة فاحصة للمبادئ الأخلاقية لدى جنود الجيش.
في موقع شبكة CNN ظهرت صورة كبيرة أزاريا، وكُتب فوقها: “مُدان بقتل المُهَاجِم”، حيث ترد كلمة “مُهَاجِم” بين علامتي اقتباس. ولكن لاحقا تم تعديل العنوان إلى “مُدان بالقتل”. في شبكة BBC البريطانية أيضًا تصدر خبر إدانة أزاريا عنوانا رئيسيا في الموقع وكُتب أن الجندي الإسرائيلي مُدان بقتل فلسطيني في الخليل. وفي “سكاي نيوز” تصدرت الحادثة عنوانا رئيسيا أيضا.
تطرق موقع الجزيرة أيضًا إلى الحادثة بتوسع، ولكن جاء تأكيد أن “المحكمة العسكرية قد أدانت بالقتل جنديا أطلق النار حتى الموت على فلسطيني جريح وغير مسلّح”، دون ذكر أنّ ذلك الفلسطيني نفّذ عملية وطعن جنديا قبل دقائق فقط من ذلك.