أتاح الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، نشر تفاصيل عملية تدمير المشروع النووي السوري عام 2007 من خلال ضرب المنشأة النووية التي أقيمت بالقرب من دير الزور. وأظهر الجيش بالصور والفيديو عملية التدمير للمنشأة كاشفا عن تفاصيل جمع المعلومات الاستخباراتية بدءا من عام 2005 إلى عام 2007.
وروى قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن تلقيه الاتصال من جهة استخباراتية واطلاعه على المواد السرية التي تشير إلى المشروع النووي السوري، وانطلاق التجهيز في إسرائيل للرد السريع. ووصف أيزنكوت العملية بأنها الأهم منذ حرب أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل بحرب يوم الغفران.
وقال “الرّسالة من وراء الإغارة على المفاعل النووي عام 2007 كانت أنّ إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات من شأنها أن تشكّل تهديدًا وجوديًّا على دولة إسرائيل. هذه الرّسالة الّتي كانت عام 1981، وهي نفسها عام 2007، وهي الرّسالة المستقبليّة لأعدائنا”. وقال أيزنكوت الذي كان قائد الجبهة الشمالية حينها إن تقدير المستوى العسكري كان أن نسبة نشوب حرب جرّاء العملية الإسرائيلية قليل.
ووصف قائد سلاح الجو، الميجر جنرال عميكام نوركين، العلمية التي نفذت بين ال5 وال6 من شهر سبتمبر بأنها كانت “عمليّة مركّبة بالنسبة للطيران. تطلّبت هذه العملية قوّة قلب، وإبداع من قبل الطواقم خلال الطيران الّذي لم يتعوّدوا عليه مسبقًا، بواسطة طيارات تمّ إحضارها قبل الضربة بسنوات قليلة، وكل هذه الأمور مجتمعةً: التعاون في الجيش، التكنولوجيا المتطورة الّتي استقبلها سلاح الجو في ذلك الوقت، مهارات المحاربين والقرارات التي تم اتخاذها داخل جيش الدفاع، أوصلونا لوضع فيه نتمكن من الضّرب وقت الحيرة”.
وحسب البيان الذي عممه الجيش عن العملية كانت “هيئة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي قد جمعت خلال عامين معلومات عن المفاعل النووي السوري الّذي تمّ بناؤه. فقد بدأ ذلك من خلال الشّكوك الّتي دارت والمعلومات الحسّاسة الّتي بدأت تُجمع، وانتهى بتحديد مبانٍ مشبوهة وتدمير المفاعل بشكل نهائي”.
وبعد مداولات في الكابينيت السياسي الذي رأسه آنذاك رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، منح المستوى السياسي الضوء الأخضر للجيش لتنفيذ العملية التي تدرب عليها لأشهر طويلة. ففي الليلة بين الخامس والسادس من شهر سبتمبر/أيلول شنت 8 مقاتلات إسرائيلية هجمات جوية تخللت نحو 30 صاروخا ودمرت المفاعل بشكل تام.
وأشار محللون إسرائيليون إلى أن إسرائيل امتنعت عن الاعتراف بأنها وراء تدمير المفاعل النووي لعدم إحراج بشار الأسد وتقليل فرص نشوب مواجهة حربية مع الأسد. وتداولت الصحف الإسرائيلية كذلك الدور الكبير الذي لعبه الموساد في جمع الأدلة الدامغة لوجود مشروع نووي قيد التطوير في سوريا.