قبل 33 عاما، في 6 حزيران عام 1982، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية “سلامة الجليل”، التي تطوّرت بعد ذلك إلى حرب لبنان، واستمرّت، في الواقع، حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000.
كان الهدف الرئيسي للعملية هو تطهير الخلايا الإرهابية الفلسطينية على الحدود الشمالية وإيقاف إطلاق القذائف والكاتيوشا باتجاه بلدات شمال إسرائيل. كان محرّك بدء العملية هو اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرجوف، ولكن الوثائق تكشف أنّ الأوامر قد وُزّعت داخل الجيش الإسرائيلي قبل شهرين من ذلك، في شهر نيسان.
ويكشف نشر الوثائق اليوم (الخميس)، بمناسبة مرور 33 عاما على اندلاع الحرب، أيضًا الخطط القتالية للجيش الإسرائيلي والسيناريوهات المختلفة التي توقّع مواجهتها خلال القتال. سُمّيت أوامر البدء بالعملية “أورانيم”، واشتملت، في المرحلة الأولى، على إنزال القوات من الجوّ للاستيلاء على أراض في جنوب لبنان، في منطقة “الليطاني” و “الزهراني” وفي فتح لاند حتى خطوط “كوكبا” و “جبل وسطاني”. في المقابل تم التخطيط للتقدّم بالقوات في السهل الساحلي لتطويق مدينة صور. وفقا للخطّة، طمح الجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى إلى تولّي أمر الإرهابيين وتدمير بناهم التحتية، مع تجنّب القتال المبكّر ضدّ السوريين.
وتكشف الوثائق التي كشف عنها أرشيف الجيش الإسرائيلي أيضًا كيف قرّر وزير الدفاع، أريئيل شارون، ورئيس الأركان، رفائيل إيتان، معًا أهداف العملية التي اشتملت على الإيقاف التامّ لقصف البلدات في إسرائيل من الأراضي اللبنانية، انسحاب القوات السورية من جنوب البقاع اللبناني ومن المنطقة الواقعة بين بيروت وزحلة، التصفية الجسدية للإرهابيين، الجناح السياسي والجناح العسكري لهم وإقامة حكومة ذات سيادة في لبنان تعيش في سلام مع إسرائيل.
وقد فصّلت أوامر العملية الأهداف التالية: “سيدمّر الجيش الإسرائيلي الإرهابيين والبنى التحتية في غضون 24 ساعة، ينضم إلى المسيحيين في منطقة بيروت في غضون 48 ساعة، يحتلّ بيروت خلال 96 ساعة ويكون على أهبة الاستعداد لتدمير الجيش السوري”.
وقد فُصّلت بعد ذلك أيضًا طرق العمل: “سيتم احتلال لبنان بهجمة متدرّجة بمساعدة جوّية وبحرية على ثلاثة مراحل أساسية”، كما جاء في الوثيقة التي عُرّفت وقتذاك بأنّها سريّة للغاية، “في نفس الوقت يؤدي إنزال القوات من البحر والجوّ ليلا إلى الاستيلاء على المناطق المفتاحية وتطويق صيدا من قبل قوات يتم إنزالها من الجوّ بقوة عسكرية”.