اعتُقل الزوجان اللذان انضما إلى صفوف داعش وعاشا في سوريا والعراق مع أولادهما الثلاثة في تركيا، عند عودتهما إلى إسرائيل.
وقدمت النيابة الإسرائيلية اليوم (الخميس) إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا لائحة اتهام ضد وسام وزوجته صابرين زبيدات من مدينة سخنين ونسبت إليهما تهمة انضمامهما إضافة إلى أولادهما الصغار إلى صفوف داعش في السنة الماضية. “نعم، كنت في الموصل وانضممت إلى داعش”، قال المتهم. “لكني قررت العودة إلى إسرائيل دون أن يُمارس عليّ ضغط”. وشارك وسام أيضا في هجوم على مراكز للجيش العراقي، وأصيب في قدمه أثناء القتال.
وفق أقوال أفراد العائلة، فقد سافر الزوجان وأولادهما الثلاثة – ابن 8 سنوات، ابنة 6 سنوات، وابنة 4 سنوات – في البداية إلى رومانيا للمشاركة في حفل لقريب عائلة كان قد أنهى تعليمه الأكاديمي، وهناك قررا السفر إلى تركيا وفكرا في الهروب إلى سوريا. في ذلك الحين، سافر أربعة من أفراد العائلة إلى تركيا لإقناعهما بالعودة إلى إسرائيل، إلا أن محاولاتهم للاتصال بهما قد باءت بالفشل.

وعاد وسام وزوجته صابرين وأولادهما الثلاثة قبل نحو شهرين إلى تركيا بعد أن نجح أحد أفراد العائلة في إقناعهما بالعودة. وبعد بضعة أيام وصلا إلى البلاد مع أولادهما وتم اعتقالهما.
وفق بيان الشاباك حول القضية، فإن الزوجين قد تعرضا قبل مغادرتهما البلاد لمحتويات أفلام فيديو تابعة لداعش كانت قد أثرت فيهما جدا. في أعقاب ذلك، غادرا البلاد مع أولادهما في شهر حزيران 2015، إلى رومانيا، ثم سافرا إلى تركيا دون أن يعرف أبناء العائلة بذلك. وقد نجحا فيها في التواصل عبر الفيس بوك مع أحد سكان مدينة أم الفحم الذي انضم عام 2013 إلى تنظيم الدولة الإسلامية، واجتازا الحدود مع أولادهما إلى سوريا بمساعدة مهربين.
كما وجاء على لسان الشاباك أن الزوجين وأولادهما قد تم استيعابهم من قبل داعش بالقرب من الحدود السورية التركية، وتم أخذ جوازاتهم الإسرائيلية، ثم نُقِلوا إلى مدينة الرقة. تم إبعاد الأب عن أبناء عائلته، وأرسِل إلى معسكر في العراق، حيث تلقى تأهيلا وتعلم الدين والأيدولوجية الخاصَين بداعش. بعد أن أنهى تأهيله الديني انتقل إلى معسكر للجيش وتلقى فيه تأهيلا عسكريا تضمن استخدام البندقيات والقاذف الصاروخي الآر بي جي (RPG).
بعد تأهيل الأب، ألقِيت عليه مهمة ممارسة نشاطات ميدانية، كان مسؤولا في إطارها عن حماية منشآت الدولة الإسلامية بالقرب من منطقة القتال، وشارك لاحقا في شن هجوم على مراكز للجيش العراقي. وقد أصيب أثناء هجوم في رجله فتم إخلاؤه إلى المستشفى في مدينة الموصل.
أثناء التحقيق، اتضحت تفاصيل حول ظروف معيشة أبناء العائلة، التي انضمت إلى وسام في العراق. مثلا، عاش أفراد العائلة في مكان مكتظ، في منازل ليست مرتبطة بالماء والكهرباء وبظروف صحية متدنية، وذلك دون أن يحصلوا على علاج طبي ملائم ودون إمكانية الوصول إلى المراكز الطبية والصيدليات الملائمة. لم يتعلم أبناء وسام وصابرين فترة طويلة في مؤسسات تعليمية وحتى أنهم كانوا على مقربة من أشخاص آخرين كانوا مرضى بأمراض معدية. وفي بداية هذا العام، تعرض أبناء العائلة إلى قصف شديد أدى إلى ضرر كبير وإصابات كثيرة في المنطقة التي عاشت العائلة فيها. في أعقاب ذلك عانى الأولاد من حالات قلق.
في ظل الوضع الصعب في الموصل، قرر الزوجان في شهر حزيران من هذا العام العودة إلى إسرائيل. لذلك توجها إلى أقرباء العائلة، الذين كان عليهم دفع مبالغ مالية باهظة للمهربين الذين ينشطون على الحدود وآخرين بهدف عودة العائلة إلى إسرائيل. وقد حاول الزوجان اجتياز الحدود بين سوريا وتركيا عدة مرات. وأثناء محاولتهما تم تسميم إحدى ابنتهما لئلا تكشف عن مكان العائلة. وقد جرت محاولة لإطلاق نيران تجاه العائلة على يد جنود الجيش التركي ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد أن اجتاز أفراد العائلة الحدود إلى تركيا، اعتقلت الشرطة المحلية الزوجين واحتجزتهما في معسكر اعتقال. بعد بضعة أيام من ذلك، أطلِق سراحهما ولكن اعتُقلا عند وصولهما إلى إسرائيل. وجاء في لائحة الاتهام ضد الزوجين أنهما تواصلا مع عميل أجنبي، غادرا البلاد بشكل غير قانوني، كانا عضوين في تنظيم محظور، وفرا خدمات لتنظيم محظور، كانا عضوين في تنظيم إرهابي، وتدربا تدريبات عسكرية محظورة.