من المتوقع، صباح اليوم (الخميس)، افتتاح جولة المفاوضات الثانية في مقر الأمم المتحدة في جنيف بين إيران والدول الست العظمى – الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا. وكانت إيران قد قدمت في الجولة السابقة، التي جرت قبل ثلاثة أسابيع اقتراحًا أوليًا وعامًا فيما يتعلق بخطوات للحد من البرنامج النووي والتي ستكون مستعدة لاتخاذها خلال المفاوضات مع الدول العظمى، بهدف زيادة الثقة ودفع تسوية دائمة فيما يتعلق بالبرنامج النووي.
التقى الأسبوع الماضي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فينا طواقم تقنية من إيران والدول الست العظمى، وشملت هذه الطواقم خبراء في المجال النووي والعقوبات، بهدف الحصول على توضيحات حول الاقتراح الإيراني الأولي. من المتوقع أن تقدم إيران، في المحادثات التي ستبدأ هذا الصباح، اقتراحًا منظمًا أكثر، ومن جهة أخرى من المتوقع أن تقدم الدول العظمى المقابل المحتمل للخطوات الإيرانية للحد من البرنامج النووي.
قبل بضعة أيام فقط، رأى العالم كيف تعج شوارع طهران بالهتافات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، ولكن واشنطن مصرّة على ما لديها: يقول مصدر أمريكي مطلع على المحادثات النووية، “قد تقترح الولايات المتحدة على إيران وقف برنامجها النووي لفترة نصف سنة مقابل تخفيف جزء من العقوبات”.
وقال مصدر إسرائيلي أمس (الأربعاء) لوكالة الأنباء الفرنسية AFP إن “إسرائيل قد علمت أنه سيتم تقديم اقتراح للدول العظمى تقوم إيران في إطاره بوقف تام لأي تخصيب لليورانيوم إلى 20%، وستبطئ الأعمال في منشأة المياه الثقيلة في أراك وبالمقابل ستحصل على تخفيف في العقوبات. تعتقد إسرائيل أننا بصدد صفقة سيئة وستعارضها بشدة”.
التخصيب إلى مستوى 20% يثير قلقًا في إسرائيل وفي العالم على ضوء الحقيقة أنه يقرّب البرنامج النووي إلى مستوى تخصيب من 90% يلائم تطوير قنبلة نووية. منشأة المياه الثقيلة هي أيضًا مصدر تخوّف، لأنها قد تتيح تطوير مسار إضافي لتطوير قنبلة نووية بواسطة البلوتونيوم.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن الدول العظمى هي التي تقف في موقف القوة: “العقوبات تلحق الضرر بإيران التي تشعر بالضغط وللغرب قدرة على إرغامها على إنهاء أي تخصيب ووقف العمل في المنشأة في أراك”. في هذه الأثناء، قالت مصادر في واشنطن أمس إن الاتفاقية التي تتم بلورتها هي “خطوة أولى نحو الصفقة”.
ونقلا عن مصادر رفيعة المستوى في واشنطن، تنوي الولايات المتحدة، كما ذكر، الاقتراح على إيران تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها إذا وافقت على اتخاذ خطوة أولى لإيقاف برنامجها النووي لنصف سنة وحتى إرجاعه إلى الخلف. وقد شددت المصادر على أنه سيكون بالإمكان إلغاء أي تخفيف تحصل عليه إيران إذا لم تف بتعهداتها وأن الإدارة ستعمل أيضًا على زيادة العقوبات عليها إذا لم يطرأ تقدم في المحادثات. ولكنه قال أن هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها طهران التزامًا بدفع المحادثات قدمًا بسرعة.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد ألقى خطابًا أمس أمام المؤتمر الاقتصادي التابع لليونسكو في باريس وحتى أنه وافق قبل الخطاب على الرد على أسئلة وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفي مقابلة مع صحيفة معاريف تطرق ظريف إلى التهديد الإسرائيلي بالهجوم في حال لم توقف المحادثات في جنيف البرنامج النووي في بلاده. وقال “لا مكان للتهديدات باستخدام القوة”. “ليست كل الخيارات على الطاولة. يجب متابعة المفاوضات في جنيف والتوصل إلى الحل هناك. لسنا نحن من يهدد إسرائيل أو الآخرين باستخدام القوة”.
وقد سُئل ظريف عن إمكانية بناء علاقات بين إسرائيل وإيران، فقال: “موضوع العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ليس على جدول الأعمال في جنيف”.