بعد مرور أكثر من عام بعد أن أصبحت المنظومة عملياتية، للمرة الأولى، استُخدمت اليوم صباحا (الإثنين) هذه المنظومة، وأطلقت صاروخين باتجاه صواريخ أطلِقت أثناء الحرب الأهلية السورية.
في ساعات الصباح، سُمع دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، فهرعت طائرات حربية إلى المنطقة. جاء على لسان الجيش الإسرائيلي أنه في أعقاب إطلاق صواريخ في إطار الحرب في سوريا، أطلِق صاروخان من منظومة “مقلاع داوود” لاعتراض صواريخ ربما كانت ستلحق ضررا في الأراضي الإسرائيلية. أطلِقت الصواريخ من سوريا وسقطت في أراضيها. هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها منظومة “مقلاع داوود”.
منظومة “مقلاع داوود” التي عُرِفت في الماضي بـ “العصا السحرية” هي منظومة لاعتراض صواريخ متوسطة حتى بعيدة المدى، وطائرات مُسيّرة، كانت قد طورتها شركة “رافائيل” الإسرائيلية بالتعاون مع شركة “ريثيون” (Raytheon) الأمريكية. هدف المنظومة الأساسي هو اعتراض صواريخ حزب الله، وستنجح في المستقبَل في اعتراض صواريخ أكبر تحتفظ بها حماس. خلافا لمنظومة “القبة الحديدية” التي تدافع عن مناطق معينة، توفر منظومة “مقلاع داوود” حماية قطرية وأجزاؤها قابلة للنقل لضمان قدرتها العملياتية وصمودها عند تعرضها لتهديدات مباشرة.
في السنوات الماضية، بلورت منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي خطة عمل مدمجة، إذ إن لكل منظومة أفضلية عملياتية وقدرة على العمل بشكل فردي، ولكنها قادرة على العمل مع منظومات أخرى في مجالات تنسيق معينة. في إطار هذا المفهوم تؤدي منظومة “مقلاع داوود” دورا مركزيا. “إذا كانت توفر منظومة ‘حيتس’ في الماضي ردا على أهداف بعيدة المدى، وبالمقابل، كانت توفر منظومة ‘القبة الحديدية’ ردا على الأهداف قصيرة المدى، وكانت المسافة المشتركة بينهما محدودة، فإن دخول منظومة ‘مقلاع داوود’ إلى العمل في مجالات العمل بينهما أدى إلى تغيير كبير”، أوضح نائب اللواء كوبي ريغيف، ضابط كتبية “مقلاع داوود”. “نرغب في أن تواجه منظومة “مقلاع داوود” الأهداف الأكثر تحديا ودقة وأن تعمل إلى جانب منظومات الأسلحة الأخرى”.