بعد أيام قليلة من الحادثة الأمنية في مجمع السفارة الإسرائيلية في الأردن، وبعد يوم من إطلاق سراح الحارس “زيف” ووصوله إلى إسرائيل، ستجري الشرطة الإسرائيلية تحقيقا معه بعد أن أطلق النيران ردا على الهجوم الذي تعرض له من قبل مواطن أردني والذي أسفر عن مقتل المعتدي ومواطن أردنيّ آخر.
وسيُجرى تحقيق مع الحارس تحت التحذير، وفق ما تتطلبه اتفاقية فيينا الموقّعة من قبل إسرائيل. وفق الاتفاقية، يتمتع الممثلون الدبلوماسيون بحصانة بشأن اتخاذ إجراءات جنائية بحقهم خارج دولتهم، ولكن على السلطات القانونية المحلية إجراء التحقيق معهم عند عودتهم إلى بلادهم. يدور الحديث عن عملية روتينية وبعد إنهاء التحقيق مع الحارس على إسرائيل نقل نتائجها إلى السلطات القانونية المخوّلة في الأردن. مع ذلك، وفق التقديرات الإسرائيلية، يجري الحديث عن إجراء رسمي فقط – ومن المتوقع إطلاق سراح الحارس فورا عند الانتهاء من التحقيق.
وأجري تحقيق مع الحارس عندما كان محاصرا في السفارة الإسرائيلية في الأردن، بعد وقت قصير من انتهاء الحادثة التي أسفرت عن مقتل مواطنين أردنيّين. أدلى الحارس بشهادته أمام المحققين الأردنيين، بحضور المستشارة القانونية لوزارة الخارجية الإسرائيلية. رغم الحصانة، أعربت إسرائيل عن موافقتها وسمحت للأردن بسماع شهادة الحارس شريطة ألا يلحق به ضررا وأن يسمح له مغادرة الدولة دون أن يلحق به ضررا أيا كان. وافق الأردنيّون على هذه الشروط، لهذا سمعوا شهادة الحارس.
وسمع رئيسَ الشاباك الإسرائيلي، نداف أرغمان، الذي سافر إلى الأردن للتوصل إلى تفاهم مع الأردن، شهادة الحارس. كان رئيس الأمن الأردنيّ حاضرا أثناء التحقيق مع الحارس إثباتا على أن إسرائيل لا تخفي شيئا.
وفق التقارير في صحيفة “يديعوت أحرونوت” طلب نتنياهو من أرغمان أن يفحص أيضا مع الأردن إذا كانت ستنجح إزالة البوابات الإلكترونية من المسجد الأقصى في إنهاء الأزمة. أوضح الأردنيون أن إزالة هذه البوابات ليس كافيا وطلبوا إزالة الكاميرات أيضا. ادعى أرغمان أن إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات هي “الخطوة الصحيحة” وفق اعتقاده.
وفي أعقاب نجاح زيارة أرغمان إلى الأردن، عاد كل عمال السفارة الإسرائيلية ومن بينهم الحارس. بعد وقت قصير من وصول الحارس إلى إسرائيل إلى مكتب رئيس الحكومة، بمرافقة سفيرة إسرائيل في الأردن، عينات شلاين، حظي بمعانقات حارة وتقدير خاص من نتنياهو. إلا أن الصور التي نُشِرت في صفحة تويتر الخاصة برئيس الحكومة باللغة العربية أثارت انتقادا عارما في إسرائيل، وفي أوساط المواطنين العرب أيضا، رفضا لجعل نتنياهو الحارس بطلا قبل أن تتضح تفاصيل الحادثة، إذ أنه من الواضح أن الحارس لم يعمل كما ينبغي تماما، لأنه قتل إضافة إلى المعتدي عليه مواطنا أردنيا لم يكن مشاركا في الهجوم.
وغضب والد المعتدي الأردنيّ، عمر جواودة، عند رؤية الصور مدعيا أن نتنياهو جعل قاتل ابنه “بطلا قوميا”. شُيع أمس جثمان الشاب جواودة في الأردن، وأصبحت مراسم الدفن استعراضا ضد إسرائيل، وسُمعت خلالها نداءات لإغلاق السفارة الإسرائيلية في الأردن وإلغاء معاهدة السلام.
والمواطن الأردنيّ الآخر الذي قُتِل أثناء الحادثة هو صاحب الشقة التي استأجرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لعمال السفارة. أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن أسفها على مقتله، معربة أنها ستدفع تعويضات مالية لعائلته.