“خدمتُ في الجيش الإسرائيلي مع أصدقائي، طيلة نحو أربعة عقود، واجهتُ تحديات أمنية مختلفة، وأعرف أن إسرائيل أمنيا تحتل مكانة قوية وأنها ستتعرض إلى تحديات أمنية في المستقبَل أيضا، وعليها مواجهتها، وستنجح في ذلك”. قال هذه التصريحات أمس، اللواء بيني غانتس، رئيس الأركان الـ 20 في دولة إسرائيل، عند إطلاق حركة اجتماعيّة جديدة تدعى “بنيما” (أي في الداخل باللغة العبرية).
في التصريح عن رؤيا الحركة الاجتماعيّة الجديدة، التي انضمت إليها شخصيات عامة إسرائيلية بارزة، مثل اللواء في الاحتياط، جابي أشكنازي (رئيس الأركان الـ 19 لدولة إسرائيل)، وزير التربية سابقا، شاي بيرون، محمد النباري، رئيس مجلس حورة في النقب، وغيرهم، كُتب أنه “بصفتنا إسرائيليين لسنا مستعدين قبول الإملاءات الاجتماعية الموجودة في إسرائيل منذ سنوات”. واتهم مبادرو الحركة الجديدة أيضًا الكثير من السياسيين مدعين أنهم يستخدمون الشرخ في المجتمع بين العرب واليهود أو بين المتدينين والعلمانيين، بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية الشخصية، على حساب مصلحة الجمهور عامة.
أثناء التصريح عن الحركة عُرض بحث جديد يستدل منه أن %40 من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن الشرخ الأكبر الذي يهدد استقرار إسرائيل هو بين اليمين واليسار الإسرائيلي وثم يليه الشرخ بين المتدينين والعلمانيين ونسبته %22. كذلك، يستدل من البحث أن المجتمَع الإسرائيلي مليء بالأقوال المسبقة – يعتقد 73% من العلمانيين أن الحاريديين (المتزمتين) يستغلون الدولة في حين يعتقد 63% من المتدينين أن العرب يستغلون الدولة. يعتقد 45% من العلمانيين أن الحاريديين بدائيين في حين يعتقد 53% من المتدينين أن العرب بدائيين.
وادعى أعضاء الحركة الجديدة أنه، حتى الاحتفال بمرور 70 عاما على إقامة دولة إسرائيل، سيلتقي ملايين الإسرائيليين وسيؤثرون في جدول الأعمال الإسرائيلي، من خلال نشاطات مختلفة خاصة بالحركة. “سنبادر إلى إقامة خطوات جماهيرية واجتماعية كثيرة لبلورة الهوية الإسرائيلية المشتركة”، هذا ما كُتب في موقع الحركة.
في هذه الأثناء، يبدو أن أعضاء الحركة ليسوا معنيين بالإعلان عن الحركة الجديدة، كحركة لديها طموح سياسيّ بل كحركة اجتماعيّة ترغب في خلق هويّة إسرائيلية مشتركة وتعزيزها مقابل المحاولات السياسية المختلفة التي تعمل على زيادة الشرخ في المجتمع واستغلاله لتحقيق مكاسب سياسيّة شخصية.
وأشار محللون إسرائيليّون أمس إلى أن توقيت إطلاق الحركة الاجتماعيّة الجديدة من قبل رئيسي الأركان البارزين سابقا (غانتس وأشكنازي)، اللذين كانا مرشحين لرئاسة أحزاب سياسيّة قوية في إسرائيل، ليس صدفة ويشهد أكثر من أي شيء على إمكانية حدوث انتخابات في إسرائيل في السنة القريبة. كذلك، فإن قرار وزير التربية سابقا، جدعون ساعر، الذي يعتبر خصم نتنياهو في حزب الليكود، بشأن العودة إلى السياسة، يشهد على ضعف حكومة نتنياهو، التي بات يصعب عليها مؤخرا مواجهة الأزمات السياسية المتكاثرة.