مؤخرا فقط تم إصلاح العلاقات بين أنقرة وموسكو، وقد يضر قتل السفير أمس (الإثنين) بعلاقتهما كثيرا: إضافة إلى أنه من غير الواضح كيف نجح مُطلق النار المسلّح في الاقتراب كثيرا من السفير – فحقيقة أنّ القاتل شرطي خارج عن الخدمة في الشرطة التركية تزيد من الإحراج بالنسبة للحكومة التركية أيضا. قال مسؤول تركي رسمي إنّ أردوغان قد أرسل إلى بوتين معلومات عن التحقيق في إطار المحادثات بين كلا الزعيمين وقد وصف أردوغان عملية القتل كعملية إرهابية “إنه هجوم على الشعب التركي والدولة التركية. مَن يرغب في الإضرار بعلاقتنا مع روسيا، فلن ينجح في ذلك”.
أصبحت هوية مغتال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، موضوعا ثانويا مقابل الخوف من تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، بعد أشهر قليلة من التئام الشروخ بينهما في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني 2015. أعلنت موسكو الرسمية أنّها تعتبر الاغتيال عملية إرهابية، ولكن يبدو أنّها لا تعتزم فرض المسؤولية المباشرة على الحكومة التركية أو تفكيك اتفاق المصالحة بين البلدين.
نُفذت سبع عمليات قاسية في تركيا عام 2016، حدثت الأخيرة في الأسبوع الماضي، وبخصوص جميعها يمكن طرح أسئلة الهوية. ولكن إذا كان هناك في كل عملية إرهابية مَن أعلن المسؤولية عنها، أو كان هناك عنوان واضح يمكن إلقاء المسؤولية عليه، مثل حزب العمال الكردستاني (البي كي كي) أو داعش، فهذه المرة ليس فقط أنه ليس هناك عنوان واضح – فهناك ملايين المواطنين أو اللاجئين في تركيا الذين يتوقون للإضرار بروسيا.
نجحت تركيا وروسيا، رغم العلاقات الفاترة بينهما، في بناء قاعدة معقولة من التعاون في كل ما يتعلق بالأزمة في سوريا عموما وفي حلب خاصة. هذا التعاون هو الذي أثمر اتفاق وقف إطلاق النار في حلب في الأسبوع الماضي، والذي رغم أنه بدأ بقتل المزيد من المدنيين الفارّين، ولكنه استمر بشكل سليم نسبيًّا.
“الاعتماد المتبادل بين روسيا وتركيا يلزمهما على وضع اغتيال السفير جانبا”، كما كتب صباح اليوم المحلل الكبير في صحيفة هآرتس، تسفي بارئيل. ترغب الأطراف الآن في استخدام هذا الحدث الصعب كرافعة لتعزيز الهدف السياسي.
تخشى إسرائيل من أن تبقى تركيا مع مراكز الإرهاب غير المسيطر عليها والتي تعمل في أراضيها وتظهر قدرات تنفيذية مهدّدة، من أنها قد تضرب في المستقبل المصالح التركية الإسرائيلية. تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى عملية الاغتيال، قائلا: “إسرائيل تدين بشدّة عملية القتل الوحشية للسفير أندريه كارلوف في أنقرة. نرسل تعازينا العميقة إلى أبناء أسرته وإلى الشعب الروسي. إن قتل دبلوماسي يبرز حاجة العالم المتحضّر إلى التوحّد في النضال المشترك ضدّ قوى الإرهاب”.