مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات التي فيها تسمح بإنشاء نوع من “المجتمعات الصغيرة” للمهتمّين في مجالات مختلفة. إذن فلِمَ لا يتم استغلال ذلك للتعلّم؟ استوعب المتحدّثون بالعربية في إسرائيل، من اليهود والعرب، هذه الفكرة فعلا لذلك يتم افتتاح مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تعليم الجمهور الإسرائيلي اللغة العربية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نفسها.
ليس الحديث عن مجموعة فيس بوك أخرى توجّه إلى كتاب جديد لتعليم اللغة العربية أو صفحة فيس بوك أخرى تدعو الناس إلى التسجيل لدورات بالعربية، بل عن مجموعات جديدة تم افتتاحها وهي تطمح إلى تقديم اللغة العربية للقارئ الإسرائيلي تقديما سهلا ومجانا في صفحة الفيس بوك نفسها.
مجموعة “1000 مرة أكثر من كلمة عربية في اليوم”
إحدى مجموعات الفيس بوك التي تقوم بذلك بنجاح هي مجموعة “1000 مرة أكثر من كلمة عربية في اليوم”. هناك في المجموعة نحو 1,000 عضو. يوضح مديرو المجموعة في الصفحة الرئيسية هدفها: “في الفيس بوك هناك عدة صفحات تسعى إلى تعليم قرائها العربية. والحقيقة هي أنّ أحدا لا يوفّر المعلومات الموثوقة؛ فهي تحوي أخطاء، عدم دقّة وهكذا دواليك. لذلك، تهدف هذه الصفحة إلى وضع حدّ لذلك!”.
تعمل المجموعة على هذا النحو: يرسل المتصفّحون طلبات لمديري المجموعة مع كلمات بالعبرية يرغبون معرفة كيف تقال في العربية أو كلمات يعرفونها بالعربية ولكنهم لا يعرفون معناها. ينشر المديرون كل يوم كلمة واحدة، يشرحون الأحرف التي تؤلّفها، وطريقة نطق الأحرف ويضيفون نصائح متعلّقة باللغة والثقافة العربية.
يمكن أن نأخذ نموذجا لنشاط المجموعة في منشور نُشر مؤخرا بحسب طلب متصفّحة إسرائيلية، ياعيل شماع، التي لم تعرف معنى اسم أسرتها بالعربية: “سنتحدث اليوم عن اسم عائلة ياعيل شمّاع. بداية سنتعرف على وزن الكلمات في اللغات السامية: “فَعّال”. هذه الألف تُكتب فقط بالكتابة العربية، وليس بالعبرية. على سبيل المثال، طَبَّاخ، أو خَيَّاط. سنتعلّم اليوم بأنّ اسم عائلة ياعيل (شمّاع) يشير إلى أنّ أحد أجدادها كان تاجرا للشمع، أو صانعًا للشموع”.
مجموعة “كلمة – كلمة واحدة في اليوم”
كلمة – كلمة واحدة في اليوم هي مجموعة فيس بوك أخرى أخذت على عاتقها تعليم الجمهور الإسرائيلي العربية عن طريق الفيس بوك. هناك في المجموعة أكثر من 13,600 عضو وهي ناجحة جدّا حيث أصبحت مديرة المجموعة، حنين مجادلة، بطلة إنترنت في إسرائيل.
تحوّلت مجادلة، بواسطة الصفحة، من مساعدة لأصدقائها في الجامعة على تعلّم اللغة العربية إلى موجّهة مجموعات في جميع أنحاء إسرائيل.
وقد مرّت الصفحة، مثل مجادلة، بتغييرات عديدة منذ تأسيسها وحتى الآن. من يتصفّح إلى الوراء في تاريخ الصفحة سيكتشف بأنّها في الماضي كانت تنشر كل يوم تقريبًا كلمة واحدة بالعبرية وترجمتها إلى العربية مع شرح حول كيفية نطقها. عادة كانت تُرفَقُ أيضًا أغنية بالعربية مرتبطة بالكلمة.
وترفع مجادلة للصفحة اليوم بشكل أساسيّ منشورات متعلقة بالنشاطات التي تشارك فيها مثل دورات العربية التي تمرّرها في إسرائيل وتطبيق تعمل عليه لتعليم العربية واسمه “كلمة”، ومن المتوقع أن يوفّر إجابات على أسئلة تتناول العربية المحكيّة.
الشيء الجميل في الصفحة والذي يميّزها عن الصفحات الأخرى هو تعليم الكلمات من خلال ربطها بأغنية معينة متعلّقة بتلك الكلمة. ترفع مجادلة للصفحة أيضًا ترجمات لأغنيات من العربية.
نموذج لمنشور بالعبرية تم رفعه على المجموعة: “كلمة اليوم لدينا هي بموجب الموسم، سباحة، وأغنية اليوم لدينا أيضًا مرتبطة بهذا الموسم: أنا بعشق البحر، (تشرح بالعبرية) أنا أحبّ البحر للأسطورة والمغنية نجاة الصغيرة.
مجموعة “كلمة عربية واحدة كل يوم”
مجموعة أخرى، مع اسم ليس أصليّا جدّا، هي مجموعة “كلمة عربية واحدة كل يوم”. المجموعة منظّمة جدّا، ذات تصميم ثابت ولطيف، وتهدف إلى أن ترفع كلّ يوم كلمة جديدة باللغة العربية، شرحها وإظهار كيفية كتابتها وكيف يتم دمجها في جملة.
الصفحة جديدة نسبيًّا، تم افتتاحها في تموز من هذا العام فقط. فكرة منشئي الصفحة، الذين أنشأوا قالبا ثابتا مع شعار للمجموعة وداخل هذا القالب كتبوا كل يوم كلمة مختلفة، هي فكرة تساعد جدّا على التعلّم. وهكذا في الواقع يصبح ملف “الصور” الخاصة بالمجموعة في الفيس بوك مثل قاموس لجميع الكلمات الأخيرة التي تم تعلّمها في المجموعة. وإنْ لم يكن ذلك كافيا؛ ففي كل نهاية أسبوع يرفع مديرو الصفحة تلخيصا للكلمات التي تمّ تعلّمها في ذلك الأسبوع.
هناك في المجموعة 5,380 عضو، وهو عدد كبير نسبةً للوقت الذي بدأت تنشط فيه. الكلمات التي يتم اختيارها لتُرفع على صفحات المجموعة هي كلمات يطلبها المتصفّحون. مثل المجموعة الأولى التي قدّمناها.
منشور كمثال (الذي كُتِب بالعبرية): “الكلمة اليومية مخصّصة لعضو عزيز سيتزوّج الليلة. حظّ سعيد مئير! الكلمة هي عريس. وبالعربية: عريس (Aris). مبروك عليك يا مئير ونتمنى أسبوعا جيّدًا للجميع!”
مجموعة “أغنية يومية بالعربية”
مجموعة أخرى مختلفة قليلا، هي مجموعة “أغنية يومية بالعربية”. ترفع المجموعة أغانٍ باللغة العربية، إلى جانب التفريغ النصّي بالعبرية، كي يستطيع القرّاء الإسرائيليون الذين لا يعرفون قراءة العربية نطق الكلمات بواسطة الأحرف العبرية. بالإضافة إلى ذلك، إنْ لم يكن ذلك كافيًا؛ يرفع المديرون ترجمة كاملة بالعبرية للأغاني في المجموعة.
وقد رُفعت للمجموعة فعليّا ترجمات لأغاني أم كلثوم، وأغاني فرقة مشروع ليلى، وأغاني عمرو دياب بل وترجمات لأغان لمطربين إسرائيليين يغنّون بالعربية مثل دودو تاسا في مشروعه الأخير “دودو تاسا والكويتيين”.
بواسطة رفع تفريغ الكلمات العربية بالعبرية ورفع الترجمة العبرية يستطيع القارئ الإسرائيلي تعلّم الكثير من الكلمات وإثراء معرفته باللغة.
هناك مجموعات أخرى تحاول تقديم اللغة العربية للمتصفّح الإسرائيلي. إنّ الفيس بوك هو منصّة جيّدة للقيام بذلك، حيث يمكن للمتصفّحين بواسطة الانضمام إلى المجموعة فقط أن يتعرّضوا لمعلومات كبيرة ومهمّة مجّانًا.
هناك رأي في إسرائيل يقول إنّ عدد الناس الذين يعرفون العربية غير كافٍ، والقليل جدّا من الناس يبذل جهدا من أجل تعلّمها تعليما عميقا، ربّما مثل هذه المبادرات يمكنها أن تعزّز الاهتمام باللغة وتعلّمها في إسرائيل.