أثارت صحيفة “هآرتس” في الأيام الأخيرة ضجة كبيرة في إسرائيل، في أعقاب نشرها لمقالة رأي مثيرة للجدل، قال فيها كاتب المقالة إن الإسرائيليين من التيار “الديني القومي” – معظمهم من المستوطنين، والحزب السياسي الذي يمثلهم في إسرائيل هو “البيت اليهودي” – أصبحوا أسوء من حزب الله.
وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد عقّب على المقالة على صفحته الخاصة على “فيسبوك”، قائلا إن كاتب المقالة أساء لشريحة كبيرة من الإسرائيليين، معروفة بولائها وعطائها لدولة إسرائيل، مطالبا صحيفة “هآرتس” بالاعتذار. وحمّل سياسيون آخرون الصحيفة المسؤولية بالسماح بنشر المقالة، مع العلم أنها تسيء لفئة كبيرة من الإسرائيليين، وتنشر بذور الفرقة بين الإسرائيليين.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان “أناشد جميع مواطني إسرائيل التوقف عن شراء صحيفة هآرتس فورا”. قائلا إن الصحيفة أصبحت منبرا لكارهي إسرائيل. وكتب ليبرمان أن الكاتب يوسي كلاين -كاتب المقالة ضد المتدينين القوميين- يحرض ضد جمهور رائع يخدم الدولة على أحسن وجه.
ونشرت الصحيفة اليسارية مقالة أرسلتها عائلة إسرائيلية تنتمي للتيار “الديني القومي” قالت فيها إنها قرّرت إلغاء الاشتراك للصحيفة في أعقاب المقالة الأخيرة، بعد 40 عاما على قراءة هآرتس. وقالت العائلة إن صحيفة “هآرتس” أصبحت منبرا لصوت واحد في إسرائيل، وهو اليسار المتطرف. واستهجنت العائلة كاتب المقالة الذي وصف التيار الصهيوني القومي بالأعداء، كاتبا أنهم يطمحون إلى السيطرة على الدولة.
وكذلك أشارت العائلة إلى مقالة أخرى نشرت في هآرتس، هاجم كاتبها منتج شوكولاتة إسرائيلي لأنه يتبرع للمستوطنات، مطالبا بمقاطعة الشركة. وقالت العائلة إنها قررت إلغاء الاشتراك المالي للصحيفة ومقاطعتها مثلما نادى الكاتب بمقاطعة الشركة الإسرائيلية فقط لأنها تتبرع للمستوطنات.
وشارك إسرائيليون آخرون على فيسبوك قرارهم إلغاء الاشتراك للصحيفة، بعد أن تجاوزت الخط الأحمر وقارنت بين فئة من الإسرائيليين بمنظمة إرهابية حزب الله.