فيما يتوغل عشرات الجنود في قطاع غزة، ولا تكف حماس عن محاولة خطفها للجنود عن طريق الأنفاق، لا يمكن ألّا يخطر في البال اسم جلعاد شاليط. جلعاد الذي كان مخطوفا في أسر حماس، وأطلق سراحه بعد خمس سنوات مقابل إطلاق 1,027 أسيرًا أمنيًّا لحماس.
اسم جلعاد يرتبط ارتباطا وثيقًا بغزة وحماس، وبعد أن تجندت دولة بكاملها إلى جانب العائلة للمطالبة بإطلاق سراحه، اليوم، تجدُ العائلة من يهاجمها وينتقدها لعدم تجندها من أجل الجنود في غزة. بدأ كل شيء بمنشور نشره شخص ما في الفيس بوك قبل عدة أيام، كتب فيه:
“إلى حضرة عائلة شاليط!! لقد فعلنا من أجلكم كل شيء، لكننا لم نلاحظ حضوركم حتى ولو مرة واحدة، ليس في التلفاز، كما أنكم لم تزوروا جرحى الحرب ولا عائلات القتلى الذين كانوا في وقت مختلف نفس الناس الذين وقفوا إلى جانبكم ومما يحزن أشد الحزن أننا نقاتل ضدّ نفس الناس الذين أطلقنا سراحهم من أجل ابنكم، أنتم أناس متلبّدو الإحساس وناكرون للمعروف!!!”
لقد حظي المنشور بمئات الإعجابات والمشاركات في شبكات التواصل الاجتماعية. أضف إلى ذلك، إن الاعتقال المجدد للمئات من الأشخاص المطلق سراحهم في صفقة شاليط بسبب العودة للنشاطات الإرهابية يولّد هو أيضًا مشاعر البغض تجاه العائلة. آب العائلة، نوعام شاليط، الذي قاد حملة إطلاق سراح ابنه بيد حديدية، اختار الردّ على هذا، وقال: “نحن أناس نحب الخصوصية. أنا لست معنيًّا بإظهار ما نفعله وما لا نفعله. عندما أذهب لتعزية العائلات الثكلى، لا أعطي تقريرًا عن ذلك لوسائل الإعلام ولا أستدعي مصوّري الصحافة. وبالتأكيد عزّيت. كذلك نحن عائلة ثاكلة، وليس لدى أي أحد في البلاد احتكارٌ للثكل”.
وقد أجرى جلعاد شاليط مقابلة بنفسه لقنوات الأخبار الإسرائيلية، وأعرب عن قلقه على جنود الجيش المشتركين في المعركة، وطالب مكافأتهم على الدعم الكبير الذي منحوه إياه طوال الفترة الطويلة التي كان فيها أسيرًا بين أيدي حماس. “كما ساعدني ودعمني جنود الجيش في السابق، أشكرهم كذلك على عملهم اليوم وأتابع بقلق ما يجري”، قال جلعاد. “أنا أصلي من أجل الجنود وآمل أن يعودوا لبيتهم بسلام، شكرا لكم”.