منذ السنوات الماضية، تقضي ليسا ميارا، إسرائيلية عمرها 56 عاما، معظم وقتها في كردستان، وتقدم علاجا للأطفال الناجين من براثن داعش ومن سوريا، في مركز علاجي خاص أقامته بالقرب من مخيم اللاجئين شاريا. عان ابن ميارا من صدمة بعد أن تورط في مشكلة مع إرهابيين أثناء خدمته العسكرية. في ظل تجربتها الشخصية، افتتحت جمعية تدعى “Springs of hope” لمساعدة المتضررين من الأعمال العدائية.
في عام 2015، شاركت في زيارة مجموعاتية إلى القرى اليزيدية المحتلة في شمال العراق، التي أعلنت الأمم المتحدة عنها بأنها منطقة تعاني من الإبادة الجماعية”، قالت مؤخرا ميارا لموقع MAKO. وصلنا إلى هذه القرى بعد نحو سنة من الاحتلال العنيف لكردستان على أيدي داعش. أثرت هذه التجربة كثيرا فيّ، وغيّرت وجهة نظري بشأن المعاناة مقارنة بما عرفته سابقا”.
تحدثت ميارا عن المشاهد الرهيبة التي شاهدتها أثناء زياراتها، قائلة: “ذكرتني التجارب التي مر بها اليزيديون باليهود في معسكرات الإبادة”. ظلت المشاهد التي رأيتها في معسكرات اللاجئين تراودني حتى عندما عدت إلى إسرائيل، لهذا قررت تقديم المساعدة، واستطاعت ميارا بواسطة جواز السفر البريطاني الذي بحوزتها العودة إلى تلك المناطق. تنقلت بين الأشخاص، وجلست معهم في الخيم، سمعت قصصهم، منحتهم الدفء والحنان، ساعدتهم على العثور على ملابس جديدة، وتحضير الطعام، وغير ذلك.
بعد أن كانت ميارا تزور المخيم كثيرا، قررت أن تستأجر منزلا قريبا من المخيم، وأن تقيم مركزا علاجيا، وتنقل مركز جمعية “Springs of hope” أيضا. في البداية، قدمت ميارا مساعدة للنساء فقط، ولكن بعد نحو سنة حصلت على قطعة أرض من الحكومة، فأقامت في السنة الماضية مركزا علاجيا للأطفال، يتضمن ثلاثة مبان فيها مطابخ، غرف علاج نفسي وطبي، صفوف موسيقى، فن، إنجليزي، حاسوب وألعاب، ملاعب كرة قدم، ساحات، وغيرها.
في المركز الجديد، تقدم ميارا و 14 يزيديا علاجا يوميا لمئتي طفل نجوا من براثن داعش، بعد أن نجحوا في الفرار بعد أن تم بيعهم أو نجوا بطرق أخرى. وفق أقوالها، يصل إليها الأطفال وهم بحالة خطيرة جدا. “يعاني الأطفال من صدمة، ويعاني جزء منهم من فزع، وخوف لا يوصفان. يصل الأطفال إلى المخيم بعد أن تم خطفهم فجأة بشكل خطير، وبعد أن شهد جزء منهم مقتل أقربائهم وأبناء قراهم”.
يحاول المركز أن يعرّف الأطفال على عالم آخر من العالم الذي عرفوه حتى الآن. “نريد أن نقدم للأطفال تجربة إيجابية، ونمنحهم الهدوء. أن نقدم لهم المزيد مما بقي لهم من مرحلة الطفولة”، قالت ميارا، التي ما زالت تجند الأموال لتوسيع النشاطات في هذه الفترة.