“كانت الولادة أفضل تجربة مررت بها” قالت الوالدة تمار مايبوم، الإسرائيلية ابنة 34 عاما، التي ولدت قبل نحو شهر ابنها البكر في المستشفى الفلسطيني، سانت جوزيف، الواقع في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. “بعد أن ولدت سُئلت إذا شعرت بالخطر. لكني أعتقد أن الولادة في مستشفى إسرائيلي يعمل فيه طاقم وفق التقاليد الإسرائيلية، يوضح لمتلقي الخدمات ما هو جيد لهم، ويكرس أهمية للطب المعاصر تشكل خطرا. شعرت بأمان في المستشفى الفلسطيني، بالاحترام وحصلت على الحيز والوقت اللذين كنت أحتاجهما”، قالت الشابة.
خططت مايبوم أن تلد طفلها في المنزل بسبب استيائها من المستشفيات. وفق أقوالها، خلال النصف الثاني من الحمل، قررت أن تلد في المنزل، تجنبا للمخاطر المنوطة بالولادة في المستشفى، وعلما منها أن النساء قادرات على التعرف إلى احتياجاتهن الجسدية. “أشعر أن المستشفى هو مؤسسة أبوية وذكورية، منقطعة عن أحاسيس ومشاعر الأنوثة والأمومة المغروسة فينا وهو يحاول تشويشها”، قالت مايبوم.
تعرفت مايبوم إلى قابلة تولّد النساء في المنزل، ولكن عندما بدأت علامات الولادة لدى مايبوم ومنها خروج السائل السلوي الملوث ببراز الطفل اضطرت مايبوم إلى الوصول إلى المستشفى. رافقت القابلة الوالدة إلى المستشفى، وبعد أن تلقيتا توصية قررتا الوصول إلى مستشفى سانت جوزيف في القدس الشرقية.
حظيت مايبوم بمعاملة لائقة من الطاقم الطبيّ في المستشفى، الذي احترم رغباتها وخصوصيتها منذ اللحظة الأولى. “عندما وصلت أحضر الطاقم بركة من أجلي. دُهشت أن الولادة الطبيعية هي أمر مألوف وأن الطاقم يؤمن بالنساء وبقدراتهن. عندما دخل مدير القسم إلى الغرفة، طلبت منه الخروج، وطلبت من القابلة ألا يدخل أحد إلى الغرفة، حظيت باحترام من الجميع”، قالت مايبوم.
رغم أن الولادة استمرت لمدة 46 ساعة، إلا أنها كانت ولادة سهلة لأنها حظيت بدعم، استعدت لهذه الولادة، عرفت ما تطلبه، واحترم الطاقم الطبيّ كل طلباتها، وفق أقوال مايبوم. “احترم الطاقم اختياري أن أبدأ الولادة في المنزل، ولم يجر لي فحوصا، وسمح لي بمتابعة الولادة في المستشفى كولادة منزلية. أتوقع أن طاقم المستشفيات الأخرى كان سيسرع ولادتي، ويهتم بأن ألد خلال وقت قصير”، أوضحت.