تُوفيت طفلة في الثالثة عشرة بعد طعنها وأصيب أيضا شخص آخر بجروح متوسطة في العملية التي جرت اليوم (الخميس) في مستوطنة كريات أربع.
اجتاز منفذ العملية، محمد الطرايرة، ابن السابعة عشر عاما من قرية بني نعيم قرب الخليل، نحو الساعة 9:00 جدار البلدة، وتسلل إلى منزل أسرة أريئيل ومن ثم طعن الطفلة هلال-يافيه أريئيل عدة مرات وهي في سريرها. اقتحم أعضاء فرقة الحراسة في كريات أربع المنزل وقتلوه. أصيب أحدهم، في الواحدة والثلاثين، أثناء إطلاق النار بجروح متوسطة. الطرايرة هو من أقارب أسرة الشاب الذي نفذ عملية الدهس عند مدخل كريات أربع في آذار الماضي وأُطلقَت عليه النار حتى الموت.
في أعقاب العملية، يستعد الجيش الإسرائيلي لفرض طوَّق كامل على قرية بني نعيم، وقد سيطر على منزل محمد الطرايرة. قبل خمسة أيام كتب الطرايرة في الفيس بوك: “الموت حق وأنا أطالب بحقي”، وأضاف أغنية تمجد زعماء قتلوا يهودا. وهذه الليلة، قبل أن ينفذ العملية، غيّر عدة مرات صورته الشخصية، كما يبدو انطلاقا من علمه أنّه سيصبح شهيدا معروفا.
سُمعت انتقادات وإدانات شديدة إثر العملية في إسرائيل كانت قد عبرت عنها كافة أطراف الطيف السياسي، وأثارت صدمة لدى الشعب، من بين أمور أخرى، بسبب صور سرير الطفلة هلال وهو مضرّج بالدماء. قالت والدة الطفلة التي طُعنت: “لقد كانت طفلتي نائمة، هادئة، وهي طفلة مسرورة. وصل إرهابي إلى كريات أربع، بينما كانت في سريرها وقتلها… لأنني أم لست قادرة على قول أي شيء. أطلب فقط أن ينظر كل واحد إلى الألم. تعالوا لمشاركتنا في عزائنا، ورفع معنوياتنا، وللإظهار أن كريات أربع هي لنا، وهي مكان يمكن العيش فيه”.
قال رئيس الحكومة نتنياهو: “يوضح القتل المروع لطفلة بريئة وهي في سريرها، توق الإرهابيين الذين نواجههم إلى القتل وعدم الإنسانية لديهم ومدى حجم التحريض الذي يعيشونه”. وبعد استشارة وزير الأمن أعلن نتنياهو “ستُسلب تصاريح العمل من العائلة التي خرج منها منفذ العملية، وفي هذه الأثناء يُفحص طلب هدم منزل الإرهابي”.
وقال الوزير أوري أريئيل من الحزب اليميني “البيت اليهودي”، وهو ابن عم والد هلال: “إن واقع التحريض من قبل أبو مازن يؤدي إلى قتل اليهود. سيكون انتقامنا على ذلك من خلال بناء البلاد وسنبذل جهودا لبناء كل أرض إسرائيل. لا أحد قادر على طردنا. تقع بين الأردن والبحر دولة واحدة، وهي دولة إسرائيل ذات السيادة هنا”. وقال وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس (حزب الليكود) معلّقا على العملية إنّه “يجب منذ الليلة طرد أسرة قاتل الفتاة من كريات أربع إلى سوريا أو إلى غزة”.
وكتب عضو الكنيست دوف حنين من القائمة المشتركة: “مروّع أن نسمع أن الطفلة هلال يافيه أريئيل في الثالثة عشرة، قد طُعنت حتى الموت وهي في سريرها، في مستوطنة كريات أربع. يدفع الأطفال مجددا ثمن الأفعال، الجرائم، الأخطاء الفظيعة التي نرتكبها نحن البالغون. علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لوقف إصابة وقتل الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍّ سواء… يجب كسر دائرة الدماء من الحرب والاحتلال. ويمكن القيام بذلك فقط من خلال التقدّم نحو السلام، الاستقلال، والعدالة للشعبين”.