يقع مفتاح تشكيل حكومة مستقبلية في إسرائيل الآن عند عضو الكنيست نفتالي بينيت، الذي وضع في آخر يوم مهلة غير اعتيادية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو: انقل وزارة العدل إلى عضو الكنيست أييلت شاكيد أو لن تستطيع تشكيل حكومة. وهذا ما حصل بالفعل بعد مشاورات طويلة بين حزبي البيت اليهودي والحزب الحاكم الليكود.
تستعر النفوس في النظام السياسي في إسرائيل حول طلب تعيين شخصية مثل أييلت شاكيد لتترأس وزارة حساسة جدا بسبب مواقفها المتطرّفة. ومن الجدير ذكره أنّ وزارة العدل في إسرائيل، المسؤولة، من بين أمور أخرى، عن سلامة وبقاء السلطة القضائية في إسرائيل، تقف على مفترق طرق حساس بين السلطة التشريعية في إسرائيل والسلطة التنفيذية.
ولمن لا يعرف هذه الحسناء، التي لم تخف من الانضمام إلى الحزب اليميني، “البيت اليهودي”، بل وأن تفاجئ وتصل إلى المركز الثاني في قائمة الحزب للكنيست بعد رئيس الحزب نفتالي بينيت، فسنكشف أمامكم بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام حول هذه المرأة التي قد يضلّل جمالها الخادع من لا يعرف شخصيّة وآراء هذه الشابة الطموحة التي احتلّت مؤخرا السياسة الإسرائيلية مُحدثة عاصفة كبيرة.
من هي أييلت شاكيد؟
نشأت أييلت شاكيد (39) في تل أبيب، انضمت إلى الحركة الكشافية بل وكانت على رأس الكتيبة. ولكن من كان يصدّق بأنّه ستصل من هناك إحدى النساء الأكثر إثارة على خريطة السياسة الإسرائيلية.
فازت منذ الثانوية في الانتخابات التي جرت في مدرستها عندما مثّلت حزب الليكود. نشأت في بيت منقسم من الناحية السياسية: كانت والدتها معلّمة لدراسات الكتاب المقدّس ويسارية في آرائها، بينما كان والدها، المولود في العراق، مدقّق حسابات وأحد أعضاء حزب الليكود. خدمت في الجيش في لواء جولاني وبعد تسريحها درست في جامعة تل أبيب وحصلت على لقب في هندسة الكهرباء وعلوم الحاسوب.
بدأت شاكيد سيرتها المهنية في السياسة عندما عملت مديرة لمكتب نتنياهو بين عاميّ 2006-2008 عندما كان يتولّى منصب زعيم المعارضة.
في بداية عام 2010، أسست حركة يمينية مع نفتالي بينيت، “يسرائيل شيلي” (إسرائيلي)، والتي انتقدت بفظاظة نشاط المنظمات اليسارية بل وأدارت حملة ضدّ شخصيات ثقافية، موسيقيين وفنّانين إسرائيليين رفضوا الظهور في المستوطنات.
وهذا ليس كل شيء: بعد عملية القتل في مستوطنة إيتمار (آذار 2011)، والتي قُتل فيها أبناء أسرة فوجل، وهما زوجان وأطفالهما الثلاثة الصغار من قبل شابّين فلسطينيَين من قرية عورتا (قرب نابلس)، طلبت شاكيد من أبناء الأسرة الإذن بنشر صور قاسية للأسرة بعد قتلها في الإعلام الإسرائيلي والعالمي.
بل وقادت شاكيد حملات ضدّ الإذاعة الأكثر انتشارا في إسرائيل (إذاعة الجيش)، مدعية أنّها تشغّل أشخاصا يساريّين ولا تسمح لمذيعي اليمين بالانضمام إليها والبث منها. بل وقادت مع أعضاء حزبها حملة شرسة ضدّ ظاهرة المتسلّلين إلى إسرائيل من الدول الأفريقية ودعت إلى طردهم وإعادتهم إلى أوطانهم.
جاء إنجازها الأبرز هذا العام قبل نحو شهرين من الانتخابات العامة في إسرائيل، عندما انتُخبت في المركز الثاني على قائمة “البيت اليهودي” بعد رئيس الحزب نفتالي بينيت، رغم كونها علمانية لا تنتمي إلى التيار الديني أو الاستيطاني للحزب.
رغم الواجهة البرّاقة ورغم أنّ نشرات الأخبار واستوديوهات التلفزيون في إسرائيل تحبّ أن تقدّم لها منصّة بسبب جمالها، تنجح شاكيد في خداع المشاهدين وتعرف كيف تثير الحشود وتجعلهم يتمسكون بموقفها في كلّ مواجهة تلفزيونية ضدّ ممثّلي أحزاب اليسار الإسرائيلي أو ممثّلي الأحزاب العربية.
من المتوقع أن تقود شاكيد النظام القضائي في إسرائيل إلى واحدة من أصعب الفترات في تاريخه وستحاول أن تعززّ قوانين ولوائح ليستفيد منها جمهور ناخبيها من اليمين الإسرائيلي.