سواء كان يدور الحديث عن فضيحة كرة قدم، انتقاد مطاعم أو عملية أمنية، فكل خبر تقريبًا في المواقع الإخبارية في العالم يتطرق إلى إسرائيل يحظى مباشرة بردود فعل معادية لها، ولا تتطرق هذه الردود دائما إلى موضوع المقال.
وفقا لتقرير شركة Buzzilla لعام 2015 فقد تم قياس ارتفاع نسبته 114% في خطاب معاداة السامية مقارنة بالسنة السابقة. فحصت الشركة وكشفت عن 24,693 حالة معاداة السامية في الإنترنت، مقابل 6846 في عام واحد فقط قبل ذلك.
ولم يفاجأ رئيس معهد دراسات معاداة السامية في إسرائيل من نتائج الدراسة، والذي طلب القيام بها. كتب في ذروة عملية “الجرف الصامد”: “الحرب الكبيرة لإسرائيل… لن تكون بالدبابات أو بالطائرات الحربية، وإنما ستقوم بواسطة الميكروفونات وبالتعبير عنها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام”.
شكرة Buzzilla هي شركة إسرائيلية متخصصة في دراسة المحتوى، درست الخطاب المعادي للسامية في أرجاء الإنترنت باللغة الإنجليزية وذلك ضمن: التعليقات على المقالات في المواقع الإخبارية، النصوص التي ترافق مقاطع الفيديو في اليوتيوب، المنشورات في الفيس بوك وغيرها. لقد أشارت هذه التعليقات إلى ارتفاع حادّ في التصريحات المعادية للسامية في الإنترنت وبشكل خاص في أيام عملية “الجرف الصامد” في غزة، وفي أعقاب قرار مقاطعة منتجات المستوطنات وموجة عمليات الطعن في إسرائيل.
تقول شركة Buzzilla إنّ الظاهرة ذاتها التي تحدث في السنوات الأخيرة في العمليات الإرهابية – الانتقال من العمليات المنظمة إلى المبادرات الفردية، تحدث أيضًا في الخطاب المعادي للسامية في الإنترنت، وإنّ الانتشار الواسع والمشروعية المتزايدة التي تحظى بها التصريحات المعادية للسامية في الإنترنت، تشجع الكثيرين على التعبير عن الكراهية والعداء تجاه اليهود.
هل ينعكس خطاب معاداة السامية في الإنترنت أيضًا في العمليات على أرض الواقع؟ يقول معهد سياسات الشعب اليهودي المهتم بدراسات معاداة السامية إنّ “ما تحتاج إسرائيل اختباره هو إلى أي مدى يزيد ارتفاع الخطاب المعادي للسامية من التهديد حول وجود الشعب اليهودي في الدول المختلفة، فليست هناك دائما علاقة مباشرة وواضحة بين كلا الظاهرتين”.
وبالفعل، أثبتت دراسة نشرها اليوم مركز كانتور أنّ عدد أحداث العنف على خلفية معادية للسامية، ومن بينها التحريض، استخدام السلاح، التهديدات وأعمال التخريب قد انخفضت تحديدًا في السنة الماضية بنسبة 46%. خلال العام حدثت 410 حادثة كهذه – وهو الرقم الأكثر انخفاضا في العقد الأخير من الهجمات على خلفية معاداة السامية. ويوضّح مركز كانتور أنّ أسباب ذلك يعود إلى زيادة وسائل الأمن منذ العمليات في هيئة تحرير “شارلي إيبدو” وفي “متجر المأكولات الموافقة للشريعة اليهودية” في فرنسا عام 2015. وفقا للمركز، فقد حرَفت أيضًا موجة الهجرة الإسلامية إلى أوروبا انتباه اليمين المتطرف في أوروبا عن الجالية اليهودية إلى الجالية المسلمة.