أحيى العالم هذا العام ذكرى مرور 70 عاما على تحرير معسكر الموت، معسكر أوشفيتز بيركينو في بولندا، “فخر الصناعة النازية” الذي كان مسؤولا عن وفاة أكثر من مليون ومائتي ألف إنسان معظمهم من اليهود.
معظم المباني التي كانت في أوشفيتز لم تعد موجودة اليوم. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا وامتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. لا يوجد لمعظمها اليوم ذكرٌ خارج كتب التاريخ. وفقا لمعطيات محدّثة فقد بقي في الموقع التذكاري لأوشفيتز 20% فقط من المباني الأصلية للمعسكر.
جمعنا لكم 10 حقائق مثيرة للاهتمام بشكل خاص حول موقع الإبادة النازي:
1. معسكرات الإبادة أوشفيتز، في جنوب بولندا، كانت أكبر معسكرات الإبادة التي أقامتها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وقُتل فيها نحو مليون ومائتي ألف إنسان، من بينهم نحو مليون ومائة ألف يهودي (91%).
2. أكثر من أي موقع آخر خلال الحرب، كان معسكر الإبادة، المعسكر الذي عمل على مدى الفترة الأطوال، من حزيران عام 1940 حتى كانون الثاني عام 1945 وقد وصلت فيه ذروة صناعة القتل الجماعي.
3. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا امتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. كان في أوشفيتز ثلاثة معسكرات رئيسية: أوشفيتز، الذي كان معسكر الاعتقال الأولي واستُخدم كمركز إداري لنظام المعسكرات، وقُتل فيه نحو 75,000 مثقف بولندي ونحو 15,000 أسير حرب سوفياتي. معسكر بيركينو، الذي نُفّذ فيه معظم إبادة اليهود، وقُتل فيه نحو مليون ومائة ألف يهودي، ونحو 22,000 من الغجر. ومعسكر مونوفيتس الذي عمل كمعسكر عمل، وسوى هذه المعسكرات الثلاثة عمل حول أوشفيتز نحو أربعين معسكرًا ثانويًّا، تم فيها تشغيل اليهود في أعمال السخرة.
4. كانت معسكرات الإبادة مؤسّسة معروفة في ألمانيا النازية. أقيمت معسكرات الاعتقال الأولى منذ عام 1933، مع صعود الحزب النازي إلى الحكم، ومن بينها معسكر الاعتقال داخاو الذي افتُتح في 20 آذار عام 1933.وقد خُصّصت المعسكرات في البداية لتكون أداة لقمع معارضي السلطة داخل ألمانيا نفسها، في تلك المرحلة خُصّصت المعسكرات لسجن “العناصر غير المرغوب بها”، كالمجرمين ومعارضي السلطة. سُجن اليهود في معسكرات الاعتقال بشكل أساسيّ عام 1938 وخصوصا بعد “ليلة البلور”، في 9 تشرين الثاني عام 1938 بهدف حملهم على مغادرة ألمانيا.
5. كان في المعسكرات ليلة الحرب 25,000 سجين، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ارتفع عدد سكان المعسكرات، عندما بدأ الألمان بسجن الشباب من الدول التي احتُلّت من قبلهم فيها، وخصوصا أولئك الذين اشتُبه بهم كعناصر تنظيمات سرية وكخطيرين على الاحتلال الألماني. لم يكن الهدف من المعسكرات هو الإبادة، ولكن العمل الذي فُرض على الشباب في المعسكرات كان قاسيا جدا، وكان الاستخفاف بحياة الإنسان في تلك المعسكرات آخذ بالتزايد. وبناء عليه، فقد ارتفع عدد الذين لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال.
6. كان شكل المعسكر مستطيلا. وكان طوله نحو 300 متر وعرضه نحو 200 متر، وكان يقع بجوار أحد الأنهار في تلك المنطقة. كما كان محاطا كلّه بسياج كهربائي مزدوج على ارتفاع أربعة أمتار. كان فيه لدى إقامته 20 مبنى من طابق واحد، ولكن الألمان أضافوا تسعة مبان أخرى، وأضافوا طابقا آخر للمباني الموجودة. كان في المعسكر ما مجموعه 29 مبنى، “مباني بلوك”، مرتّبة في ثلاثة صفوف: في وسط الصفّ الشمالي كان هناك المبنى الذي كان مطبخ المعسكر، وبجانبه بوابة الدخول.
7. وُضعت على بوابة الدخول (ولا تزال قائمة) لافتة ساخرة تقول “Arbeit Macht Frei”، أي: العمل يُحرّر. أُجبِر السجناء الذين كانوا يخرجون من المعسكر خلال اليوم لأعمال البناء أو الزراعة على السير من خلال البوابة على صوت عزف الفرقة الموسيقية النسائية في أوشفيتز.
8. قادت شهادات تاريخية لمحرّري المعسكر من السوفييت وأدلة أخرى جُمعت خلال السنين بعد الحرب العالمية، من كلام معتقلين كانوا في المعسكر، الباحثين إلى إثبات الرأي القائل إنّ معظم القتل في المعسكر تمّ بواسطة التعذيب، الضرب، إطلاق الرصاص الحيّ والقتل الجماعي في غرف الغاز.
9. بدأت عملية إبادة المعتقلين في المعسكر مع إنزالهم من القطارات إلى الأرصفة. رغم الضغوط والعنف الذي أُنزل فيه المعتقلون اليهود من القطارات، بذل الألمان جهودهم لإخفاء مصير القتلى حتى آخر لحظة. حرص أعضاء الإس إس على الهدوء وعلى ألا يتحدّث المعتقلون فيما بينهم، كي لا تحدث اضطرابات. تمّ الاختيار على الرصيف، واقتيد المرسَلون للموت سيرًا أو نُقلوا لغرف الغاز. حتى مع السير إلى غرف الغاز تم الحفاظ على الصورة المسترخية. رافقت سيارة إسعاف تابعة لوحدة إس إس أولئك الذين حُكم عليهم بالإعدام، ممّا أنشأ وهم المرافقة الطبية. في الواقع، فقد حُمّلت في سيارات الإسعاف عُلب السمّ، زيكلون B.
10. بذل الألمان جهودا كبيرة من أجل منع الهروب من أوشفيتز. كانت المعسكرات محاطة بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية، الخنادق والحرّاس المسلّحين مع الكلاب. وقد وُضع خلف سياج المعسكر نفسه المزيد من أبراج الحراسة ممّا سُمّي “السلسلة الكبيرة”، على بعد مئات الأمتار بل بضعة كيلومترات من سياج المعسكر. تمّ تعريف كلّ منطقة المعسكر، نحو 40 كيلومتر مربّع، بأنّها “منطقة خاصة”، تم إفراغ سكانها البولنديين منها، وكان يُحظر الدخول إليها دون إذن خاص. وقد تمّ في منطقة أوشفيتز تسكين أسر لأعضاء الإس إس والذين كشفوا عن النظرة العدائية بشكل خاصّ تجاه كلّ من حاول الفرار من المعسكر. وقد أثقلت على الفارّين أيضًا التحريضات في المنطقة: فقد كان من الصعب الاندماج مع السكان وهم يرتدون زيّ المعسكر، مع رقم موشوم على أذرعهم ومع حلق شعورهم. حذّر الألمان سكان المنطقة بأنّهم سيُعاقبون بشدّة إذا ساعدوا الهاربين. كانت هناك عقبة أخرى في طريق الفارّين وهو إدراكهم، بأنّ أصدقاءهم في المبنى بل والمعسكر كلّهم سيُعاقبون بشدّة في عقاب جماعي. لم يتخلَّ الألمان حتى عندما لم يتمّ الإمساك بالفارّين في الأيام الأولى؛ تلقّت جميع وحدات الشرطة الألمانية رسائل وتفاصيل عن الفارّين، وقامت الوحدات المختلفة بعمليات التفتيش الدقيقة باحثين في كلّ أرجاء الرايخ الألماني.