وفقا للتقارير في الولايات المتحدة، فإنّ رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، قد توصل مؤخرا إلى استنتاج بأنّه من أجل الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يجب إسقاط نظام بشّار الأسد في سوريا. توصل أوباما إلى هذا الاستنتاج الدراماتيكي بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة، والتي أوعز أوباما بعدها إلى مستشاريه بالبدء في تعزيز هذه الخطوة.
يشكل استنتاج أوباما نوعا من الاعتراف من قبله بأنّ الاستراتيجية الأصلية لدول التحالف بخصوص الحرب على داعش لم تكن صحيحة. وفقًا للاستراتيجية الأصلية، فعلى دول التحالف أن تُخضع داعش بداية في العراق وفقط بعد ذلك في سوريا، دون إسقاط الأسد.
وقد تمّ التعبير عن هذه السياسة قبل بضعة أيام فقط، عندما قرّر أوباما الاستجابة لطلب الحكومة العراقية وإرسال 1,500 جندي أمريكي إضافي إلى العراق، والذين سيقومون بتدريب ومساعدة القوات العراقية التي تعمل ضدّ داعش.
إنّ عدم التدخل في سوريا، باستثناء قصف داعش في عين العرب (كوباني)، يترك الجيش السوري الحر بلا حول ولا قوة، لأنّه لا يستطيع التعامل مع قتال الأعداء الوحشيين الذي يحاربهم: داعش وجبهة النصرة من جهة، وجيش الأسد من جهة أخرى.
قرار بتأثير أردوغان؟
من الممكن أن يكون تغيير رأي أوباما جزءًا من عملية دولية واسعة، والتي أحد أهدافها ضمّ تركيا للقتال ضدّ داعش. وترفض تركيا حتّى الآن المساهمة بشكل عملي محاربة قوات التحالف لداعش، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ تركيا لن تعمل ضدّ داعش دون مساعدة الثوار الذين يقاتلون الأسد.
وفي الواقع، فإنّ الجيش التركي يشاهد في الأشهر الأخيرة دون التدخل في المعركة الثقيلة والصعبة بين داعش والقوات الكردية التي تحاول الدفاع عن المدينة الحدودية عين العرب والحفاظ عليها كي لا تُحتلّ. وطوال تلك المدة تقصف الطائرات الأمريكية أهدافا لداعش في المدينة، وتساعد الأكراد، ولكن المساعدة التركية، التي من الممكن أن تحسم المعركة، غير قائمة. وفضلا عن غياب المساعدة التركية، فإنّ أردوغان نفسه قد انتقد بشدّة سياسة القصف التي تمارسها قوات التحالف، وتساءل لماذا يحدث ذلك في عين العرب فقط وليس في مدن أخرى في سوريا.
منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية يكثر أردوغان والمسؤولون الأتراك من التصريح بشدّة ضدّ سوريا وضدّ الأسد الذي يقودها. قبل أسبوع فقط اتهم رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، الأسد بارتكابه جرائم إبادة جماعية في محيط مدينة حلب. وقد وصف أردوغان نفسه في الماضي الأسد بـ “الإرهابي”، بل وقال إنّه لا يجد أيّ فرق بينه وبين داعش.
بشكل عامّ، تأتي الانتقادات ضدّ الأسد في الشرق الأوسط من اتجاهات عديدة. فقد صرّح أمير قطر، شيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأول، موضّحا أنّ نظام الأسد، بالإضافة إلى العديد من الميليشيات المسلّحة في العراق، هي الجهات الأهم لدعم الإرهاب في كلا البلدين. ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يهيّجون المنطقة، حيث ألمح عن الأسد.
وبقي الآن أن ننتظر لنرى ماذا سيكون ردّ فعل روسيا على خطّة أوباما. لدى روسيا اتفاقات واسعة مع سوريا، وقبل أقل من عام بقليل فقط نجحت في إفشال خطّة أوباما لمهاجمة سوريا على إثر استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل جيش الأسد.