يعتزم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، الذي تجنّب حتى الآن المشاركة مباشرة في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ويعتزم أنه سيمارس ضغطًا على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتقديم تنازلات. هذا ما ذكرته اليوم صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية. حتى الآن، ترك أوباما الساحة لوزير الخارجية، جون كيري، ولكن الآن مع زيارة نتنياهو وعباس لواشنطن، يبدو أنّ اللحظة الحاسمة بخصوص مستقبل المفاوضات قد اقتربت، والرئيس الأمريكي يبدأ بالعمل فورًا.
وفقا للتقارير، فإنّ الهدف من الضغوط التي ستمارس على نتنياهو وعباس هو طرح خطوط عريضة تشكّل أساسًا للمفاوضات حتى نهاية نيسان، وهو التاريخ الذي من المفترض أن يكون الموعد النهائي لأشهر المفاوضات التسعة والتي أُعلن عنها في فصل الصيف. وسيتيح ذلك تمديد المحادثات لموعد آخر. وكما ذُكر آنفًا، فقد حاول أوباما خلال فترة ولايته الأولى أن يقرّب بين الجانبَين دون جدوى.
وفي هذه الأثناء، تتحدث صحيفة “القدس” الفلسطينية عن تفاصيل حول المحادثات الصعبة التي أجراها كيري مؤخرًا مع رئيس السلطة الفلسطينية. وفقًا للتقرير، فقد انفجر عباس غاضبًا أمام كيري، وهدّد بقلب الطاولة عليه وأنه سيتراجع عن المرونة التي عبّر عنها حتّى الآن من أجل تحقيق نجاح جهوده.
وفقًا للمزاعم، فقد اعتمد كيري مواقف إسرائيل في كلّ ما يتعلّق بالاعتراف بكونها دولة يهودية، وأعرب عن دعمه للتواجد الإسرائيلي طويل الأمد في غور الأردن. بالإضافة إلى ذلك، اقترح كيري بقاء عشرة كتل استيطانية إسرائيلية. ولكن الأمر الذي أثار غضب عباس أكثر من كلّ شيء هو الاقتراح بأن يكون حيّ بيت حنينا في القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية. بعد اللقاءات، التي أُقيمت في العاصمة الفرنسية، زعم الفلسطينيون أنّ مواقفهم ابتعدت عن تلك المواقف التي اتّخذتها أمريكا.
إلى جانب ذلك، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية صباح اليوم ادعاءات رئيس المجلس الإقليمي في غور الأردن، دافيد ألحياني، الذي زعم أنّه قد قيل له إنّ حكومة إسرائيل قرّرت تجميد كلّ أعمال البناء في المستوطنات التي هي خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة. ووفقا لأقواله، فإنّ سكرتير الحكومة، أفيحاي مندلبليت، هو من نقل له ذلك. ونفى ديوان رئيس الحكومة نتنياهو تلك الأقوال.