تحدّث رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أمس (الإثنين) للاتّفاق المرحليّ الذي جرى توقيعه بين إيران والقوى العظمى أمس الأول في جنيف. ففي خطابٍ ألقاه في سان فرانسيسكو، قال أوباما: “لا يمكننا إقفال الأبواب في وجه الدبلوماسية، ولا يمكننا التنازل عن الحلول السلمية لمشاكل العالم”، مضيفًا: “للمرة الأولى منذ عقد، أوقفنا تقدُّم البرنامج النووي الإيرانيّ”. وهاجَم أوباما منتقدي الاتّفاق المرحليّ، قائلًا إنّ “الكلام القاسي وإحداث الضجيج هما الأسهل من الناحية السياسية، ولكن ليس من الناحية الأمنية”، ملمحًا إلى موقف إسرائيل والحزب الجمهوري من الاتّفاق.
من جهته، أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن لا تصدُّع في العلاقة بينه وبين الرئيس الأمريكي. ففي مقابلة مع القناة الرسمية للتلفزيون الروسي، سُجّلت الأسبوع الماضي أثناء زيارته إلى روسيا، وقبل توقيع الاتّفاق بين إيران والقوى العظمى، لكنها بُثَّت أمس فقط، قال نتنياهو: “لا تصدُّع مع الولايات المتحدة. لدينا هدف مشترَك مع الأمريكيين، ومع روسيا أيضًا، وهو منع إيران نووية. صحيح أنّ ثمة خلافًا تكتيكيًّا، لكنه خلاف بين أفراد أسرة، كما يحدث أحيانًا في جميع العائلات”.
وردًّا على سُؤال مُجري المقابلة حول صحة الأنباء التي تُفيد بأنّ رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما يتجاهل الاتصالات الهاتفية لرئيس الحكومة، قال نتنياهو: “هذا غير صحيح. تحدثنا الأسبوع الماضي 19 دقيقة عبر الهاتف. هذا الكلام عارٍ عن الصحة”. ولدى حديثه عن الاتّفاق، الذي كان على وشك أن يُوقَّع لحظة تسجيل المقابلة، قال نتنياهو: “يقلقني أكثرَ من أيّ شيء آخر كون إيران تدفع بالتقسيط وتقبض نقدًا. فهم يتنازلون عن قسم صغير من اليورانيوم الذي بحوزتهم، لكنهم يحتفظون بكمية كبيرة من اليورانيوم، الذي من الممكن إعادة تخصيبه بسرعة فائقة. من ناحية فعلية، لا يفعل الاتّفاق سوى تأخير ذلك بضعة أسابيع”.
في الوقت الراهن، يفتخر الجانب الإيراني بإنجازات الاتّفاق. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا أنّ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية ومستشار الرئيس لشؤون التخطيط والإشراف على استراتيجية الحكومة، محمد باقر نوبخت، أعلن اليوم أنّ الولايات المتحدة أبطلت تجميد ممتلكات بقيمة نحو ثمانية مليارات دولار تابعة لإيران. وفي وقت أبكر أمس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في الأيام القادمة مسألة تخفيف العقوبات على إيران، وقد يقرّرون تخفيف بعضها الشهر القادم.
ويُريد “إيباك” (AIPAC)، اللوبي الداعم لإسرائيل الذي يعمل في أروقة مجلسَي الكونغرس الأمريكيَّين، ضمان التزام إيران بالتزاماتها في الاتّفاق، طالبًا من الإدارة الأمريكية استئناف العقوبات على إيران إن لم تنفّذ ما عليها في الاتّفاق. ويدعو إيباك الإدارة الأمريكية أيضًا إلى الإصرار على أن تمنع الصفقة النهائية مع إيران أية إمكانية لتصنيع سلاح نووي.
ويستمرّ هذا الموقف في ملاقاة دعم من جانب السعودية. ففي تصريح أول صادر عن الأسرة المالكة السعودية على الاتّفاق النووي مع إيران، قال الأمير الوليد بن طلال إنّ “إيران هي الخطر، لا إسرائيل”. ففي مقابلة أجراها معه جيفري غولدبرغ لوكالة الأنباء “بلومبرغ”، قال الأمير السعودي إنّه في حال قامت إسرائيل بمهاجمة إيران، “سيعارض العرب ذلك علنًا، ولكنّ السُّنَّة سيفرحون”.
في الأسابيع الماضية، نفت الرياض الأنباء حول “تحالُف سري” بين السعودية وإسرائيل ضدّ التهديد الإيراني، لكنّ الأمير السعودي أوضح في أيّ جانب من الملعب يقف الجانبان. “لا نثق أنّ إدارة أوباما ستقوم بما هو صائب في إيران. نحن – إسرائيل، السعودية، ودول الشرق الأوسط – قلقون حقًّا من ذلك”.