زار رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، أمس (الأربعاء)، للمرة الأولى، مسجدا أمريكيًّا ودعا إلى التصرف بتسامح تجاه ملايين المسلمين في البلاد، مواجهة الآراء المسبقة والصور النمطية. وفقا لكلامه، تزداد هذه الظواهر وتنعكس، من بين أمور أخرى، في الخطاب القاسي حول الإرهاب والذي يطرحه مرشّحون رئاسيون.
إنّ حقيقة أنّ أوباما، الذي زار خلال فترتَيْ ولايته منصب الرئيس، مساجدَ وراء البحر، قد اختار أن يزور الآن تحديدا، للمرة الأولى، مسجدا في الولايات المتحدة، تعكس قلقه من التصعيد تجاه المسلمين الأمريكيين. حرص أوباما كثيرا خلال فترة تولّيه على الابتعاد عن قضية الإسلام، من بين أسباب أخرى، بسبب الاستطلاعات التي تشير إلى أنّ الكثير من الأمريكيين يعتقدون أنّه مسلم ولد في كينيا، رغم أنّه في الواقع مسيحي ولد في هاواي.
في لقاء لأوباما مع أئمة، التقى بنشطاء جماهيريين وأصحاب مهن وأجرى معهم نقاشا حول التسامح الديني. ركّز أوباما في كلامه على خيارات التعاون بين السلطات والمسلمين من أجل مواجهة تهديد الإرهاب بشكل أفضل، بدلا من وسم جميع المسلمين كأعداء محتَمَلين.
“أكثر ما أريد أن أقوله لكم هو جملة من كلمتين لا يسمعها المسلمون الأمريكيون بشكل كاف: شكرا لكم”، كما قال أوباما في مستهل كلامه. “شكرا لأنكم تخدمون المجتمع، تحسّنون حياة الجيران وتساعدون على الحفاظ علينا أقوياء وموحّدين، كعائلة أمريكية واحدة”.
بالنسبة للنشطاء المسلمين، فقد كانت زيارة أوباما بادرة انتظروها منذ زمن طويل، على ضوء تحذيرات كبار شخصيات المجتمع من التصعيد في التعامل معها. وفقا لكلامهم، فقد انعكس هذا التصعيد بتصريحات سامّة تجاه المسلمين، نتيجة للقلق الشعبي من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومن تنظيمات متطرفة أخرى. وحول هذه القضية، قال أوباما: “ليس هناك مبررا للخطاب السياسي عن الإسلام، وليس هناك مكانا للخطاب المعادي للإسلام في بلادنا”. وقد أثنى على المسلمين وقال إنّ “بعض الأمريكيين الأكثر وطنية من بين من ستلاقونهم هم مسلمون”.