تحوّلت الضحكات التي اندلعت في جلسة الكنيست الكاملة، يوم الخميس الماضي، عندما أعلن بنيامين نتنياهو أنّ حكومته الجديدة سوف “تسعى من أجل السلام”، خلال ساعات إلى مادة شائعة في وسائل الإعلام الاجتماعية وتردّد صداها في جميع أنحاء العالم.
سيجد نتنياهو الذي عرض حكومته الرابعة – بعد دراما سياسية محرجة – صعوبة في السعي من أجل السلام أو حتى في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين قُدما، وذلك بسبب الائتلاف اليميني والضيق الذي أقامه والذي هو غير مهتمّ بتشجيع التوصل إلى اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية.
“يبدو هذا الاحتمال بعيدا الآن”، كما قال الرئيس أوباما في مقابلة مع شبكة العربية. كرّر أوباما التزامه بحلّ الدولتين، وقال إنّه يجب إعادة بناء الثقة من جديد بين الجانبين، كجزء من العملية السياسية. “هناك قلق أمني حقيقي لدى إسرائيل، وليس هناك شكّ في هذا الأمر إطلاقا”، كما قال في المقابلة الموسّعة، كجزء من سلسلة مقابلاته مع وسائل الإعلام العربية، قُبيل احتمال وجود اتفاق نووي مع إيران.
يعتقد محلّلون سياسيون في إسرائيل أنّ أوباما قد حقّق في الواقع حلم جميع أعضاء اليمين الإسرائيلي: فقد تخلّى عن التظاهر الدبلوماسي بإعادة المفاوضات أيّا كانت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العامين القريبين، حتى تنتهي ولايته.
كذلك في منظمات السلام الإسرائيلية والمعارضة المحاربة برئاسة يتسحاق هرتسوغ، رئيس حزب العمل، هناك انتقادات شديدة لأنّ شركاء نتنياهو في الائتلاف لم يذكروا ولو بجملة واحدة عملية السلام مع الفلسطينيين وسعوا إلى التركيز على شؤون إسرائيل الداخلية.
ويقول حزب نتنياهو، الليكود، إنّ صياغة المبادئ التوجيهية للحكومة الجديدة ستكون عامة، مثل الحكومة المنتهية ولايتها، وهناك شك إنْ كان سيتم ذكر مبدأ حلّ الدولتين. جاء في المبادئ التوجيهية للحكومة المنتهية ولايتها: “إسرائيل تمدّ يدها للسلام. ستسعى إسرائيل إلى عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين بهدف التوصل إلى تسوية سياسية معهم تنهي الصراع. إذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فسيتمّ تقديمه لموافقة الحكومة والكنيست، وإذا اقتضى الأمر وفقا للقانون، فسيُقدم لإجراء استفتاء شعبي”.