“احتمال توقيع اتفاق مع إيران أقل من 50%”، هذا ما قاله البارحة (الأربعاء) الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، وفق شهادات بعض نواب مجلس الشيوخ الذي كانوا حاضرين في اللقاء. قال أوباما ذلك قبل أن يقرأ التقرير اليومي من وزير الخارجية، جون كيري، ولكن بدا، حسبما ذكر بعض من حضروا اللقاء، مُتشائمًا على الرغم من التزامه بالقضية.
وقال نواب مجلس الشيوخ، الذين حضروا اللقاء، إن أوباما أراد تهدئة الحاضرين وشدد على أنه لن يقبل، بأي حال من الأحوال، اتفاقًا ضعيفا أو سيئا، وإنه لا ينوي التوقيع على صفقة “دون أن تضمن أن تكون كل طرق إيران للحصول على قنبلة مسدودة”.
ربما كلام أوباما، وفقًا للمحللين، هو جزء من استراتيجية التفاوض الأمريكية، وجاءت تلك الأقوال للضغط على الإيرانيين للتنازل في بعض المسائل الأخرى التي لم يتم التوصل بعد إلى حل بخصوصها، والتوضيح لهم أن الأمريكيين لا ينوون التنازل بهذه المسائل.
بخلاف التصريحات المُتشائمة في الغرب، عبّر مسؤولون إيرانيون عن تفاؤلهم بخصوص احتمالات توقيع الاتفاق، وقال أعضاء البعثة الإيرانية للصحف وللتلفزيون؛ في بلادهم، إن الاتفاق بات قريبًا جدًا وإنه قد تم استكمال غالبية البنود والملاحق.
إلا أنه تم البارحة تسريب خبر مفاده أنه في اللقاء الأخير، بين كل وزراء الخارجية لكل الأطراف، مساء الاثنين، قد وقع جدال حاد اللهجة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الجدال الذي وصل إلى حد الكلام بصوت عالٍ وحتى الصُراخ، عندما قال ظريف لكيري: “إياك أن تُهدد إيرانيًا أبدًا”.
منذ ذلك الحين لم يتم قد لقاءات إضافية على مستوى وزراء الخارجية، وغادر معظم وزراء الخارجية، ما عدا كيري وظريف، فيينا. عبّر مسؤولون في كلا الطرفين عن أملهم بأنه سيتم توقيع الاتفاق “خلال أيام”، إلا أن حالات التأجيل والتسويف الحاصلة تجعل من الصعب تصديق تلك التصريحات.