بعد الجولة الافتتاحية من دوري الأبطال، التي جرت يومَي الثلاثاء والأربعاء، جاء دور البطولة الأوروبية الثانية من حيث الأهمية – الدوري الأوروبي. فمساء أمس الخميس، انطلقت المباريات في المجموعات الاثنتَي عشرة المكوّنة من أربع مجموعات، وسيصارع الثمانية والأربعون فريقًا للحلول في أحد المركزَين الأولَين في كل مجموعة، للتأهل للدور القادم. وخلافًا للبطولة الكبرى والبرّاقة، ثمة هنا تمثيل لكرة القدم الإسرائيلية عبر فريقَي مكابي تل أبيب ومكابي حيفا، اللذَين مرّ كل منهما بمسار مختلف.
خسرت مكابي تل أبيب في الصراع على بطاقة المباراة الفاصلة للتأهل لدوري الأبطال أمام بازل السويسري ونجمه المصري، محمد صلاح، وتأهلت إلى دور المجموعات في البطولة الثانية دون أن تلعب، بسبب إقصاء ميتاليست خاراكوف الأوكراني، الذي تلاعب مسؤولوه في نتائج مباريات. بالمقابل، اضطر مكابي حيفا إلى عبور ثلاث مواجهات مزدوجة: أمام خازار لانكاران الأذري، فينتسبلس اللاتفي، وأسترا جيورجيو الروماني. وفاز الأخضر الحيفاوي على الخصوم الثلاثة بمهارة (بما في ذلك فوز بثمانية أهداف نظيفة على لانكاران الضعيف في أذربيجان).
شاهدوا الانتصار بأعلى نتيجة حققها فريق إسرائيلي في أوروبا:
انضمّ مدرب حيفا، إريك بنادو، إلى الفريق قبل أقل من عام، بعد بداية هزيلة في الدوري. وقد جعل التشكيلة مستقرة، وضع منظومة هجومية، ونجح في قيادة النادي إلى المركز الثاني الموسم الماضي، وإلى التأهل للدوري الأوروبي. وقد رقّى الحارس الصربي الشاب، رومان شارانوف، وخفف من حملات شراء اللاعبين التي ميّزت السنوات الأخيرة.
اللاعبون الأساسيون في حيفا هم أيضًا الأكثر إبداعًا: الجناح الأيسر، حين عزرا، مهاجم الوسط، ألون تورجمان، والأجنبي الرائع، الإسباني روبن رايوس. يُكثر عزرا من الانتقال من الجناح إلى منطقة الجزاء فيما يحافظ على الكرة، ويشكّل تهديدًا جديًّا في الركلات متوسطة المدى، كما برهن في الجولة الأولى من الدوري، حين سجّل هدفًا رائعًا أمام أشدود بعد أقل من 30 ثانية من بداية المباراة. تورجمان هو مهاجم منوَّع، يستطيع التسجيل عن بُعد، ويقوم بحركات رائعة دون كرة، ويحظى بثقة مستحقة من بنادو.
شاهدوا الهدف السريع والمميز لعزرا:
شاهدوا تورجمان يهدّد عن بُعد ويسجّل:
لكن، يبدو أنّ اللاعب الأساسي والأكثر أهمية بالنسبة لحيفا، إن أراد النادي مواصلة نجاحاته، هو رايوس، الذي وصل هذا الصيف من اليونان، التي تميّز فيها في السنتَين المنصرمتَين. وفي سجله: موسم في فريق برشلونة الثاني، وسنوات لا بأس بها في دوري الدرجة الثانية الإسباني. بعد مرور شهر ونصف على بداية الموسم، يبدو أنّه كان خيارًا موفّقًا جدًّا للحيفاويين. سجّل رايوس 6 أهداف في 6 مباريات في تصفيات الدوري الأوروبي، وأظهر قدرات بمستوى مرتفع جدّا. نظرته إلى المباراة تتيح له تمريرات محكمة، تسديداته دقيقة وقوية، وقوته البدنية أفضل بكثير من معظم اللاعبين في إسرائيل.
شاهدوا الرمية الحرة الرائعة لرايوس أمام أسترا:
وضعت القرعة حيفا في مجموعة معقولة، مع ألكمار الهولندي، شاختير كاراغندي الكازاخي، وباوك سالونيكي اليوناني. ستُقام المباراة الأولى هذا المساء مع الخصم الهولندي القوي، على ملعب كريات إليعيزر. كذلك سيستضيف فريق مكابي تل أبيب منافسًا قويًّا، هو أبويل نيقوسيا القبرصي، الذي بلغ قبل عامَين ربع نهائي دوري الأبطال. كما سيواجه لاحقًا كلًّا من إنتراخت فرانكفورت الألماني وبوردو الفرنسي. يبدو أنّ حظوظ الصفر من تل أبيب بالتأهل منخفضة جدَّا، ولم يخجل المدرب البرتغالي للنادي، باولو سوزا، من قول ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل بداية المنافسة.
سوزا مسؤول عن مهمة التدريب اليومية وعن إدارة المباريات، لكنه يعمل إلى جانب إداري مسؤول عن رسم طريق النادي، وهو يوردي كرويف، نجل أسطورة كرة القدم الهولندي، يوهان كرويف. وصل يوردي قبل نحو عام إلى إسرائيل ليحرز بطولة أولى لمكابي تل أبيب منذ نحو عقد، وذلك بصفقات شراء دقيقة، دون أن يخاف من إعطاء فرصة للاعبين فشلوا في النادي سابقًا، أو حتى لم ينالوا أية فرصة حقيقية. وخير مثال على ذلك مهران راضي. نشأ لاعب خط الوسط هذا في فريق الشباب في تل أبيب، لكنه استصعب الحفاظ على استقرار لمدة سنوات طويلة. خطفه كرويف من أبناء سخنين في الصيف الماضي، واستفاد من لاعب يتحكم في وسط الملعب وينشر جوًّا هادئًا لزملائه في الفريق. هذا دون أن نذكر قدمه اليمنى الجبارة…
شاهدوا راضي يسجّل من مسافة 30 مترًا ضدّ أبناء سخنين، فريقه السابق:
أمّا اللعب الذي أتى إلى الفريق بهدف تحسين مسيرته فهو عيران زهافي. لاعب الوسط الإسرائيلي الموهوب مرّ بموسم صعب في باليرمو، استصعب التأقلم مع القدرات البدنية في الدوري الإيطالي، فعاد إلى البلاد. رغم أنه كان يُحسب في الماضي على هبوعيل تل أبيب، فقد اختار اجتياز الشارع ليوقع مع العدو اللدود، مكابي. والحديث هو عن لاعب تقني، مع تلاعب ممتاز بالكرة ومشاهدة نادرة لسير اللعب، لكنه لا يسهم بشكل كافٍ دائمًا في المجهود الجماعي، في الدفاع والهجوم.
شاهدوا زهافي يسجّل من الهواء بملابس مكابي:
شاهدوا ضربة مقصّ مذهلة لزهافي:
http://youtu.be/Ug7Q-aYNOeI?t=1m
وسيشارك إسرائيليون آخرون هذا الموسم في الدوري الأوروبي وهم: بيبرس ناتخو في كازان الروسي، كوبي مويال في شريف تيراسبول المولدوفي، وطبعا الفريق “الإسرائيلي” – ستاندارد لياج البلجيكي، الذي يلعب في صفوفه مدافع (طال بن حاييم) ومهاجم (دودو بيطون) إسرائيليان، والأهم: مدرب ناجح (ومجنون) بشكل خاص، غاي لوزون. وسيواجه ناتخو وكازان فرق ماريبور السلوفيني، زولتي فاريجين البلجيكي، وويغان الإنجليزي، بأفضلية لتصدّر المجموعة.
أمّا مويال وشريف فسيستصعبان إحراز النقاط في مجموعة تضم ترومسو النروجي، أنجي الروسي، وتونتهام القوي من الدوري الإنجليزي، المرشح لإحراز اللقب. أمّا لوزون وفريقه البلجيكي فسيواجهان هذا المساء إسبييرغ الدنماركي، ثم ألفسبورغ السويدي ورد بول زلتسبورغ النمساوي. ونظرًا للطريق المذهل الذي سار عليه مع تلامذته حتى الآن، والذي يشمل 13 انتصارًا متتاليًا، يمكن التنبؤ بأنّ لدى لياج أفضلية للتأهل.
شاهدوا ستاندارد يفوز على مينسك بإبداع:
http://youtu.be/XtWKJ1wA6uk