في نهاية الأسبوع الماضي شارك في جنازة ميخال بن راعي أهرونوف، نحو ألفي شخص. قبل ثلاثة أسابيع من ذلك، بينما كانت ميخال في مرحلة متقدمة من الحمل، اكتشف الأطباء أنها تعاني من سرطان الرئة من النوع الخبيث والمتقدم. في اليوم الذي كان من المفترض أن تبدأ فيه ميخال علاجا إشعاعيا، ولدت فيه ابنتها في ولادة مبكرة، ولكن نُقلت الطفلة التي كان وزنها أثناء الولادة منخفضا إلى قسم الخدّج، ولم تحظَ أمها برؤيتها.
تحدثت فيرد، أخت ميخال في مقابلة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” عن القصّة المؤثرة. “أنقذت أختي حياة ابنتها”، قالت فيرد لمراسل الصحيفة. “شعرت أختي أن عليها ولادة ابنتها وإنقاذ حياتها”. وفي الحقيقة، خلافا للولادتين السابقتين، جاءت علامات الولادة في مرحلة مبكّرة. “قال لنا الأطبّاء إنه لو لم تلد ميخال ابنتها، فكانت ستموت الطفلة.
في اليوم التالي للولادة أوضح الأطبّاء لميخال والعائلة أن عليها بدء العلاج الإشعاعي. “قال الأطباء إنه غالبا لا يبدأون بالعلاج الإشعاعي فور العملية، ولكن في هذه المرة لم يكن مناصا أمامهم. رغم طلب العائلة، لم يسمح الأطباء لميخال برؤية ابنتها، وطلبوا الانتظار حتى تجتاز ميخال العلاج وتشعر أفضل. ولكن لمزيد الأسف، لم يحدث ذلك”.
اجتازت ميخال علاجا إشعاعيا شعرت جيدا من بعده. تحدثت مع أفراد العائلة، وتأثرت جدا لرؤية صور ومقاطع فيديو للطفلة الجديدة، التي سُميت “رومي”. لم تستطع ميخال رؤية ابنتها بعد العلاج، خوفا من التعرّض للأمراض والتلوثات. في المساء ذاته، في الساعة الحادية عشرة، انهارت أجهزة جسم ميخال ولم تتعافَ.
قالت أختها فيرد إنها عندما جلست إلى جانب سريرها، وعدتها بأنها ستهتم بأولادها، حيث لديها ابنة عمرها ثماني سنوات وابن عمره خمس سنوات، ورومي الطفلة المولودة حديثا. وفق أقوالها بعد أن قالت ميخال هذه الأقوال بدأ قلبها ينبض ثانية. “كان مشهدا رائعا. سمعت ميخال أقوالي”.
قريبًا، ستنتقل فيرد التي كانت تربطها علاقة جيدة مع ميخال مع ابنها للعيش بالقرب من زوج ميخال وستساعده على تربية الأطفال. “لا أعرف كيف أتابع مشوار حياتي دونها، ولكنني أعرف أن علي أن أكون قوية من أجل أطفالها”، وفق أقوال فيرد لمراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت”. “علي أن أكون وفية في وعدي الأخير الذي قطعته على نفسي أمام ميخال”.