فيما التوتر بين إسرائيل وغزة في ذروته، من الصعب تذكر ما حدث قبل شهر. فالتصعيد الحالي الذي نشهده حدث إثر خطفَ الشبان الإسرائيليين الثلاثة، نفتالي فرانكل، جلعاد شاعر، وإيال يفراح، الذين صعدوا إلى سيارة مارة في الضفة الغربية، وبعد ثلاثة أسابيع من البحث عنهم، تم العثور على جثثهم في منطقة الخليل.
لقد احتد التوتر مع اكتشاف الجثث الثلاث، كما وقُتل في نفس الليلة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، انتقامًا لمقتل الفتيان. ومذّاك، تتدهور الأوضاع، وتزداد أعمال الشغب والمظاهرات في أرجاء القدس والضفة ويتم إطلاق قذائف من غزة إلى جنوب إسرائيل، وبالمقابل يرد سلاح الجو الإسرائيلي، على إطلاق الصواريخ على كل إسرائيل وها نحن نخوض حربًا في هذه الأيام.
لكن في وسط هذا الجنون تحديدًا، عبّرت لفتة بسيطة عن لحظة من العزاء والمصالحة، حين رفع ملحن إيراني واسمه شهريار حسيني مقطع فيديو قصير على اليوتيوب، كان قد لحّنه لذكرى الفتيان الثلاثة. إنها معزوفة، لحن من غير كلمات، تحت عنوان “rest in peace, brothers”، مع قلوب ثلاثة صغيرة بيضاء على خلفية سوداء، وأسماء الفتيان الثلاثة.
تحت المقطع كتب الفنان ذي 23 عامًا: أود أن أشارك معكم معزوفتي القصيرة هذه لذكرى إخوتنا نفتالي، جلعاد وإيال الذين خسروا حياتهم.
فلترقد أرواحهم بسلام للأبد.
شهريار، إيران
الحسيني هو من سكان طهران في الأصل، ويعيش اليوم في النمسا بهدف تقدمه المهني الموسيقي. لقد قال اليوم لموقع الأخبار الإسرائيلي NRG إنه “عندما قرأت الأخبار عن الفتيان الإسرائيليين الثلاثة الذين خُطفوا وقُتلوا، كانت هذه هي أكثر اللحظات حزنًا في العالم. ليس لأنني سمعت عن قتل همجي لثلاثة فتيان أبرياء فحسب، بل لأن هذا العمل يُلحق عنفًا مفرطا في المنطقة وتصعيدًا في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كموسيقار يعبّر من خلال آلاته الموسيقية، قررت أن أهدي معزوفتي الصغيرة للفتيان الثلاثة”.
لقد قال إن أخته، وهي صحفية وناشطة تعيش في ألمانيا، تزوجت من شاب إسرائيلي، “وبدأ كل شيء منذ ذلك الوقت”. لقد اهتم سابقًا بالحضارة، التاريخ وبالأساس بالموسيقى اليهودية، مما كان سببًا كافيًّا له للتعلم عن إسرائيل وسكانها. عن طريق صفحة الفيس بوك “Israel-Loves-Iran” التي انضم إليها، بدأ بالتواصل مع الإسرائيليين. وهنالك نشر المقطع لأول مرة، وبفضله استطاع أن يصل إلى عدد من الإسرائيليين.
“إن تلقي ردودًا من الإسرائيليين في أنحاء العالم، يُسعد القلب. خاصة في هذه الفترة الصعبة”، ذلك ما قاله عن التأييد الذي حظي به. “يا ليتنا نبقى متوحدين ونتشارك السلام معًا، على أمل مشترك لمستقبل أفضل”.