يعمد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في قطاع غزة، على نشر إصدارات مرئية تهاجم حركة حماس والدول العربية والإسلامية، في محاولة لاستقطاب قيادة التنظيم في سوريا والعراق لمشاهدة تلك الإصدارات، التي يمكن أن تؤثر على قبول البيعة التي كثيرا ما رفضها التنظيم بالخارج لأسباب لا تعرف.
وقد أصدرت مؤسسة “أشهاد الإعلامية”، التي يقف من ورائها أنضار تنظيم الدولة الإسلامية في غزة، منذ يومين، عملا مرئيا جديدا، هاجمت فيه الدول العربية والإسلامية وكذلك حركة حماس وفصائل فلسطينية وصفتهم بـ “عملاء اليهود” و “الغرب الكافر” التي تخدع بالشعب الفلسطيني.
وأشار الفيديو إلى عمليات الاعتقال التي تنفذها حماس ضد السلفيين الجهاديين في غزة وخاصةً ضد مطلقي الصواريخ والقذائف من القطاع ضد أهداف إسرائيلية، واصفا إياهم “ألا تبا لهم، من عملاء مرتدين خونة”. وتناول الفيديو مقطعا من كلمة لقائد تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، أبو بكر البغدادي، يتحدث فيه عن فلسطين ويهدد الإسرائيليين بالقتل. كما أشار إلى عمليات نفذها شبان لا ينتمون لتنظيمات فلسطينية في الأشهر الأخيرة، بالإضافة لكلمة قيادي في ولاية سيناء يهدد بعمليات ضد الإسرائيليين.
https://www.youtube.com/watch?v=x1CqnFBtpHY
ويُعد هذا الفيديو هو الثاني لأنصار داعش بغزة، بعد الفيديو الأول الذي نشر منذ أسابيع باسم “فلسطين تفدي الخلافة” والذي تناول السيرة الحياتية لشبان من غزة، قتلوا في سوريا والعراق، خلال قتالهم مع التنظيم.
وبحسب تحليلات، فإن أنصار داعش بغزة يحاولون، عبر الفيديو، لفت انتباه قادة التنظيم في الخارج إليهم، خاصةً وأنه في أكثر من مرة بايع أنصار التنظيم البغدادي، إلا أن الأخير فضل عدم قبول هذه البيعة حتى الساعة.
وكان موقع “المصدر” قد كشف في أغسطس/ آب الماضي أن نحو 100 شخص قرروا في نهاية شهر رمضان الماضي مبايعة خليفة تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. وقد نقلت البيعة منذ فترة قصيرة إلى قيادة التنظيم الموجودة في محافظة الرقة في سوريا، قبل أن تُنقل إلى العراق للنظر فيها من قبل القيادة المركزية لداعش.
https://www.youtube.com/watch?v=v_TLd5Ab7IM
وتولى نقل البيعة المصورة، جهاديون سلفيون، فروا من غزة بعد ملاحقات حماس لهم، وانضموا إلى داعش منذ أكثر من 3 سنوات. وكان هؤلاء من السباقين المشاركين في بداية البيعة للبغدادي أثناء وجودهم هناك. وكان بينهم أول من أطلق إمارة إسلامية في قطاع غزة، عبد اللطيف موسى، والذي قتلته حماس إلى جانب العشرات من الجهاديين بعد أن هاجمت مسجد ابن تيمية في الحادثة الشهيرة عام 2009.
ويظهر أن هناك منافسة شديدة في غزة بين الجماعات الجهادية للحصول على بيعة البغدادي إلا أنه حتى اللحظة لا يوجد اتصال رسمي مع أي جهة بينها وبين التنظيم.