بعد مرور أسبوع على تظاهرة الدروز الكبيرة ضد قانون القومية، اجتمع أمس (السبت) في تل أبيب عشرات آلاف المتظاهرين، عربا ويهودا، ضد قانون القومية. بدأت التظاهُرة، التي نظمتها لجنة المتابعة العليا للشؤون العربية، في ميدان رابين وتضمنت مسيرة باتجاه متحف تل أبيب، ووقف المتظاهرون وقفة احتجاجية. رفع الكثير من المتظاهرين لافتات كُتِب عليها من بين كتابات أخرى: “قانون القومية – أبارتهايد”، “هذا بيتنا كلنا”، “المساواة للجميع”، وغيرها.
رغم أن المنظمين طالبوا بعدم رفع الأعلام، إلا أن جزءا من المتظاهرين رفعوا علمي فلسطين وإسرائيل، وخلال المسيرة سُمعت هتافات “بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين”. أثارت هذه الهتافات ورفع أعلام فلسطين ردود فعل صاخبة في المنظومة السياسية الإسرائيلية. غرد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حسابه على تويتر: “ليست هناك شهادة أفضل لأهمية قانون القومية. سنواصل رفع علم إسرائيل بفخر وإنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي ‘هتكفاه’.”
وقال رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أيضا: “ثبت هذا المساء مرة أخرى أن النضال الذي يديره أعضاء الكنيست العرب هو ليس نضالا ضد قانون القومية بل ضد دولة إسرائيل. يؤسفني هؤلاء الأعضاء يورطون الجمهور العربي الإسرائيلي في تظاهرة تحريضية قبيحة”.
بالمقابل، غردت رئيسة حزب ميرتس، عضوة الكنيست تمار زاندبرغ، في تويتر: “واو، نشر بيبي دليلا على رفع علم؟ هذه خطوة متوقعة ومملة. مَن يخشى من هذا فهو جبان أو شعبوي أو كلاهما”. هاجم اليساري إلداد ينيف، نتنياهو أيضًا بسبب الانتقادات التي وجهها ضد التظاهرة في تل أبيب. إلى جانب الصورة التي نشرها في تويتر، التي يظهر فيها نتنياهو وأبو مازن ويظهر علم فلسطين في الخلفية، كتب ينيف: “الفاسد من شارع بلفور يوعظ لنا بشأن علم فلسطين. يا كذاب، علم فلسطين مرفوع لديك في الصالون”.
המושחת מבלפור מטיף לנו מוסר על דגל פלסטין. הנה, חתיכת שקרן, הדגל של פלסטין אצלך בסלון. pic.twitter.com/ipSBEFPgW8
— Eldad Yaniv אלדד יניב ?? (@EldadYaniv) August 11, 2018
قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، عضو الكنيست سابقا، محمد بركة، في التظاهرة إن العلم الفلسطيني الذي رُفِع يمثل الشعب الفلسطيني المقموع. “هذا هو العلم الذين يسعون إلى إبعاده من التاريخ عبر قانون القومية، ولكنه يشكل علم الشعب الفخور”، قال بركة وأضاف: “قانون القومية هو قانون عنصري ولا يتماشى مع القوانين الدولية أبدا”.
وحذر ناشر صحيفة “هآرتس”، عاموس شوكين، في التظاهرة موضحا أن قانون القومية يعزز التمييز داعيا الإسرائيليين إلى الانضمام إلى التظاهرة ضده. “نضالنا ليس نضالا من أجل المساواة في الحقوق للإسرائيليين من غير اليهود فحسب، بل هو نضال من أجل الديموقراطية في إسرائيل. لذلك، فإن كل مواطن إسرائيلي يحافظ على الدولة عليه الانضمام إلى النضال وألا يتنازل عن إلغاء القانون”، أوضح شوكين.
في التظاهرة، قال عضو الكنيست زهير بهلول، الذي استقال في ظل قانون القومية: هذا الميدان هو التفاؤل بحد ذاته. وهو إثبات على أن هناك شعبا يطمح إلى التضامن، المساواة، والعيش المشترك باحترام”.