لفتة تكريم في إسرائيل: يقدم المسرح العربي- العبري في هذه الأيام مسرحية غنائية ناجحة عن حياة المغنية الأسطورية أم كلثوم، المأخوذة عن كتاب السيرة الذاتية الذي ألفه سليم نسيب، والذي تمت معالجته وإخراجه من قبل يغيئال عزراتي.
رصدت المسرحية سيرة حياة المغنية المصرية المعروفة، التي لُقبت بـ “كوكب الشرق”، منذ بداية ظهورها وهي متنكرة بزي شاب بدوي، وصولاً إلى احتلالها قلوب المصريين والعالم العربي بأسره، من خلال أداء الممثلة الإسرائيلية غاليت غياث مع دمج مقاطع فيديو توثيقية لحياة المغنية.
“هذه قصة حب الشاعر أحمد رامي للمغنية القديرة التي كتب لها 137 أغنية من بين أغانيها الـ 283، وعن المنافسة مع زميلَيْه، عملاقي الموسيقى: أم كلثوم وعبد الوهاب، اللذان تتضمن أغانيهما في العرض. قصة أم كلثوم هي أيضًا قصة مصر المشوّقة على مدى سنوات القرن الـ 20″، كما كُتب في الوصف التقديمي للمسرحية.
نجد أيضًا على صفحة موقع المسرح السؤال الملفت التالي، الذي يوضح سبب اختيار بعض الزوايا في السيناريو: “هل نتحدث عن أم كلثوم كفتاة ريفية، حظيت بهبة من الرب على شكل صوت مميّز، التي شقت طريقها إلى القمة، في عالم الموسيقى كما في الطبقات الاجتماعية، من خلال إظهارها القدرة على التعلم، التأقلم، المواظبة والسعي نحو الكمال؟ أم أننا نتحدث عنها كامرأة محبة لمهنتها، استخدمت قوة تأثيرها لتحقيق أهدافها، وتعاملت بشكل غير لائق مع بعض زملائها؟ هل نتحدث عن أم كلثوم التي تعاونت مع السلطة أو كفنانة كبيرة أثرت في الشعب والسلطة؟”
يحقق العرض نجاحًا كبيرًا وردود الفعل تثني على العمل. بالنسبة للكثير من الإسرائيليين، الذين أصولهم أوروبية ولم يترعرعوا على موسيقى أم كلثوم، تشكل المسرحية التعرف وتقدير جمال وتعقيد الموسيقى العربية عمومًا والموسيقى التي تركتها أم كلثوم تحديدًا.
“يستغل العرض عمق المنصة بأكمله، ما يتيح الاستمتاع بالموسيقى دون الضرورات الحميمية، وتقريبًا ملء الحنجرة وبصوت عالً… يستمر المسرح العربي – العبري في يافا بنجاحه بتقديمه للجمهور الإسرائيلي – العبري الثقافة العربية التي نعيش فيها وللأسف الشديد نراها – أيضًا، إنما ليس فقط بسبب الظروف – من خلال مهداف البندقية ونسمعها خلسة. احضروا هذا العرض، وافتحوا أعينكم وآذانكم. الأمر يستحق العناء”، هذا ما ورد في زاوية النقد الثقافية في صحيفة “هآرتس”.
يبدو أن أم كلثوم ذاتها ما كانت لتتخيّل أنها قد تنجح بالتقريب بين اليهود والعرب في دولة إسرائيل، إنما بعد 40 عامًا تقريبًا من موتها لا زالت تستطيع التأثير على الحياة في الدول الجارة في المنطقة.