بدأ ذلك كقصة حبّ: شابّة سورية أحبّت رجلا فلسطينية وتزوّجا. ولكن مع السنين أصبحت العلاقة بينهما سيّئة، ونجح الوالد، بالاحتيال، في اختطاف الأطفال إلى جنين، ومنذ ذلك الحين لا يُسمح لأمهم برؤيتهم. أحضرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” هذا الأسبوع قصة عائشة زين جبيلي من سوريا، والتي تعرفت في سنّ السابعة والعشرين في الجامعة على أسامة حمدان من جنين، الذي تلقّى منحة لدراسة طب الأسنان في سوريا.
في محادثة مع الصحفية سمدار بيري، حكت جبيلي، القادمة من أسرة ثرية بحلب، كيف أحبت حمدان وتزوج الاثنان وأنجبا سوية طفلين (نزار وليلى، يبلغان اليوم من العمر 11 و 10 سنوات). ولكن مع مرور السنين، كما تقول، بدأ زوجها بتغيير تصرفاته، فقد منعها من الخروج من المنزل، وبدأ بتناول الكحول وضربها، وطلب منها تحصيل مبالغ مالية كبيرة من أسرتها.
رفضت جبيلي إعطاءه المال، ولأنه لم ينجح كطبيب أسنان في سوريا، عاد قبل عدة سنوات إلى جنين وحده. في أعقاب الحرب في سوريا انتقلت الأم مع أطفالها إلى الأردن، وعندها عاد الأب وانضمّ إليهم، بل وُلد للزوجين طفل ثالث، يزن. ولكن عندما بدأ حمدان بالضغط على عائشة كي تموّل له أسرتها افتتاح عيادة أسنان في عمّان، رفضت بسبب تدهور حالة الأسرة بعد الحرب، وبدأت المشاكل مجدّدا.
قبل نحو عام، دُعيت جبيلي إلى مؤتمر في إسطنبول، ورغم أنّ ابنهما الطفل كان لا يزال ابن ثمانية أشهر، شجّعها زوجها بحماسة على السفر إلى المؤتمر. اقتنعت وسافرت، ولكن بعد أن عادت من المؤتمر إلى منزل فارغ فهمت حجم الخطأ – بعد الاستفسارات اكتشفت أن زوجها هرب مع الأطفال وعاد لجنين.
عندما نجحت في الاتصال به، حصلت على رسالة من الزوج: “إذا كنت تريدين رؤية الأطفال ادفعي 150 ألف دولار”. وفي خطوة يائسة توجّهت إلى المحكمة في عمان، والتي حكمت على زوجها أن يُعيد لها طفلهما. أما مع الطفلين الكبار فقد واجهتها مشكلة أخرى، لأنّ زوجها قد نجح في تسجيلهما في وزارة الداخلية الإسرائيلية كمواطنين فلسطينيين.
ومنذ ذلك الحين، بذلت جبيلي جهودا كبيرة في الوصول إلى جنين لرؤية أطفالها، ولكنها لم تنجح في الحصول على تأشيرة عبور، لأنها مواطنة سورية. بل إنها توجهت يائسة إلى الملك عبد الله وإلى محمود عباس، ولكن تمّ تجاهلها. والآن، بعد أن لم يعد لديها أي خيار، توجّهت إلى السلطات الإسرائيلية بل وإلى الإعلام، وهي مستعدة للقيام بكل شيء فقط كي يسمحوا لها بالوصول إلى أطفالها.