ستحصل مريم بيرتس على جائزة إسرائيل للتربية. لم تكن مريم معروفة تقريبا في إسرائيل حتى قبل بضع سنوات، وجاءت شهرتها لأسباب مأساوية. فهي ليست سياسية أو أكاديمية، ولا صاحبة ثروة. وصلت مريم ابنة 64 عاما إلى إسرائيل قبل أكثر من 60 عاما، وقد ثكلت ابنها أوريئل قبل 19 عاما في حرب لبنان ومات ابنها إليرز في غزة قبل 8 سنوات، وتوفي زوجها أيضًا. إضافة إلى ذلك، عاشت مع عائلتها في مستوطنة في سيناء حتى أخلت دولة إسرائيل العائلات منها في إطار معاهدة السلام مع مصر.
ولكن مواجهة مريم لكارثتها الشخصية هي التي أدت إلى شهرتها وتأييد الجمهور لها. فهي تكرس معظم وقتها لإجراء لقاءات مع شبان إسرائيليين لحثهم على المساهمة بشكل فعال لصالح المجتمَع الإسرائيلي. منذ ذلك الحين، ليست هناك أية عائلة إسرائيلية لا تعرف اسمها أو لم تسمعها وهي تلقي خطابا.

غرد وزير الخارجية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في تويتر: “مريم بيرتس، هي أم الأولاد”، التي ثكلت ابنيها أوريئل وإليراز ليكن ذكراهما طيبا، كرست حياتها من أجل التربية. لم تختر مريم مصيرها الصعب، ولكنها اختارت أن تعيش وتحيي شعبا كاملا. فهي والدة جميعنا”.
ولكن أثار هذا الخيار الاستثنائي تساؤلات أيضا. ففي الموقع الإخباري “سيحاه مكوميت”، كُتب أن مريم ليس الخيار الأفضل للجائزة، وورد تساؤل: ماذا حققت مريم بيرتس؟ الثكل”. كما وجاء في الموقع “هذا قرار خاطئ تعرب عنه الدولة التي تتهم الفلسطينيين من جهة بتكريم الشهداء، ومن جهة أخرى تمنح جائزة شرف لامرأة حققت مكانة لأنها ثكلت ابنيها”.
وجاء انتقاد في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أكثر مرونة حول منح مريم الجائزة، وكتب: “مريم امرأة شجاعة، مرت بكارثة خطيرة، وتنجح في تواجهها بقوة وبطولة. ولكن يحظر أن تكون الكوارث التي تتعرض لها الدولة مصدرا لتقديم جوائزها الرسمية”. وجاء في هذا السياق عند التطرق إلى فائز آخر بالجائزة هذا العام، وهو سياسي لديه خلاف مع نتنياهو: “أصبحت جائزة إسرائيل جائزة سياسية تقدم وفق الترتيب الذي يختاره السياسيون”.