أورلي ليفي أبكسيس ليست فقط وجها جميلا، إنها امرأة قوية وسياسية ذات نفوذ وشعبية كبيرين في إسرائيل. فمنذ أعلنت انشقاقها عن حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان، وإقامة حزب جديد بزعامتها، تشير الاستطلاعات الإسرائيلية أنها في صعود مستمر.
وفق أحدث استطلاع، في حال جرت انتخابات في إسرائيل في الراهن، ستحصل ليفي على 8 مقاعد في البرلمان الإسرائيلي، عدد مفاجئ نظرا لأنها لم تقرر بعد اسم حزبها ولم تطلق حملة انتخابية قوية. للمقارنة، ليفي تتفوق على سياسيين كبار في إسرائيل مثل أفيغدور ليبرمان، 6 مقاعد، وموشيه كحلون، 5 مقاعد، وأريه درعي، 4 مقاعد. من تكون أورلي ليفي أبكسيس؟
عارضة أزياء وابنة دافيد ليفي
الطريق لكسب الشهرة بالنسبة لأورلي لم يكن صعبا، فهي نجلة السياسي الإسرائيلي المعروف من أصول مغربية، دافيد ليفي، الذي شغل منصب نائب في البرلمان الإسرائيلي نحو 37 عاما، وتبوأ مناصب وزارية أبرزها منصب وزير الخارجية، وحصل قبل فترة قصيرة على جائزة إسرائيل على مساهمته في جسر الفجوات في المجتمع الإسرائيلي والنضال من أجل الطبقات الضعيفة.
وقبل دخولها الحلبة السياسة، كانت ليفي عارضة أزياء ناجحة ومطلوبة ومقدمة لبرامج تلفزيونية. وبعدها حصلت ليفي على لقب في الحقوق في المركز متعدد التوجهات في هرتسليا وقررت خوض السياسة بالانضمام إلى حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان.
ويجمع النواب من اليمين واليسار في الكنسيت أن ليفي تجيد فن الإقناع، وتتمتع بقدرة خطابة قديرة. وتشهد زميلة لها أنها “باردة وهادئة لا تفتح قلبها بسرعة”، مضيفة أنها “متمسكة جدا بهويتها الشرقية وتحترم تراثها الشرقي جدا”. “أورلي تحب التدخين وشرب الكولا دايت” قال عنها عامل في البرلمان الإسرائيلي.
مناضلة قوية من أجل الضعفاء المهمشين
سجلت ليفي انجازات اجتماعية بارزة خلال عملها في لجان الكنيست الخاصة بالشؤون الاجتماعية، أبرزها لجنة العمل والرفاهية ولجنة سلامة الطفل. كما وأنها تعد من المناضلين البارزين في مجال السكن في إسرائيل. ويشهد داعموها ومعارضوها أنها مناضلة بارزة من أجل تخفيض أسعار الشقق في إسرائيل، وأنها تحارب في سبيل توفير الشقق للطبقات الضعيفة عبر منح الدولة قروض أكبر للمحتاجين بهدف شراء شقة سكن.
وتؤكد ليفي في المقابلات معها أن همها الأكبر هو العمل الاجتماعي، وأن حزبها الجديد الذي تبنيه سيضم شخصيات تطمح إلى إحداث تغييرات اجتماعية في إسرائيل لكسر احتكار رأس المال وجسر الفجوات بين المركز والأطراف ودعم الطبقات الضعيفة لتنعم بحياة مشرفة في إسرائيل. ويشهد كل من يعمل من ليفي أنها تجيد لغة الشعب البسيط ونضالاتها تلقى صدى كبيرا في المدن والقرى الجانبية في إسرائيل.
ويقول ناشطون قريبون منها إن سر نجاحها هو تركزيها على تمثيل الأطراف والمهمشين في إسرائيل والنضال من أجل جلب الميزانيات للقرى النائية في شمال إسرائيل وجنوبها، وكذلك لدعم المدن المهمشة في إسرائيل مثل: “بيت شان”، المدينة التي ولدت بها.
يمين سياسي أم يسار؟
في إعلانها الترشح للانتخابات القادمة في إطار حزب مستقل، في مارس من العام المنصرم، طرحت ليفي نفسها بديلا للحكم الراهن في إسرائيل، قائلة إن إسرائيل تستحق قيادة أخرى تناصر الطبقات الضعيفة وتهتم بشؤون الأطراف، وليست مشغولة ببقائها. وخلفت ليفي الانطباع أنها تتجه نحو اليسار بعد كان اليمين بيتها لأكثر من 7 سنوات. فسارعت أحزاب اليسار إلى تشجيعا وفتح أذرتها لضمها.
لكن ليفي لم تترد في توجيه الانتقادات لمندوبي أحزاب اليسار خلال عملها في لجان الكنيست، خاصة في الشؤون الاجتماعية، موضحة أنها لم تنضم إلى اليسار كما ظن بعضهم. ويقول مراقبون إن مصدر قوتها هو “صفحتها البيضاء” وعدم تورطها في مسائل فساد ككثيرين في السياسة الإسرائيلية. ويشير آخرون أنها تجسد الأمل بالنسبة للإسرائيليين الذي يئسوا من “السياسات القديمة” التي تفضل المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة المواطن.
وإن كانت لا تعرف عن نفسها أنها يمينية أو يسارية، ستكون ليفي محط “مغازلة” من قبل الأحزاب اليمنية واليسارية لأنها ستكون السياسية التي ستحسم مصير الائتلاف السياسي المقبل الذي سيقود إسرائيل، هل سيكون مشكل من أحزاب اليسار أم من أحزاب اليمين. فوفق النتائج الأخيرة لن تقوم لنتنياهو حكومة دون دعمها، وكذلك الأمر بالنسبة لليسار والمركز بقيادة يائير لبيد.