بهدف التغلب على الهدوء في الصحراء أثناء التنقل لفترات طويلة، اعتاد كبار السن في القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية على الغناء والعزف. لهذا نشأت موسيقى قبلية بدوية تدعى “الهجيني” تستند إلى آلات أصلية مثل آلة الطبلة، وآلة الأوتار الصحراوية، التي تطلق أصواتا قليلة منسجمة. نجح البدو الذي يعيشون في إسرائيل في الحفاظ على الفولكلور البدوي المميّز وهم ما زالوا يحرصون على غناء وعزف هذه الموسيقى في الحفلات التقليدية.
اكتشف مرسي بيادسة ابن 45 عاما، موسيقار عريق درس الموسيقى العربية، القوة الكامنة في معالجة الموسيقى البدوية وجعلها عالمية. “أنا من باقة الغربية، ولكني أعيش منذ 20 عاما في جنوب البلاد. انتقلت إلى الجنوب بسبب عملي في مجال الموسيقى”، قال مرسي لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأضاف أنه عندما انتقل للعيش في منطقة الجنوب التي يسكن فيها معظم البدو في إسرائيل، انبهر من الموسيقى البدوية. وفق المصطلحات الموسيقية تعد هذه الموسيقى بدائية، لا توفر وسائل العزف المستخدمة فيها أنغاما كثيرة، وهي موسيقى صحراوية، رائعة وبسيطة في الوقت ذاته.
ولكن سريعا، نجح مرسي في ضم فنانين موهوبين بدو، يهودا وعربا، وإقامة فرقة “الهجيني”.
“كانت الأعراس المحلية أو الحفلات التقليدية مسرحا وحيدا للفنانين البدو. فكرتُ أن علي توفير مسرح أكبر، ليتعرف الأشخاص في البلاد وخارجها على الموهوبين وعلى الموسيقى الخاصة بهم”، وفق أقواله.
تشكل حقيقة جعل الموسيقى البدوية عالمية، يكون في وسع كل الآذان سماعها عملا مركّبا يتطلب قدرات تقنية.
كان لدى مرسي حلم لإدخال تغييرات على الموسيقى البدوية، وتعديلات جديدة. فنشأ فن موسيقى جديد. تجذب آلات الموسيقى البدوية والنغمات الصحراوية التي تطلقها اهتماما كبيرا.
وإذا حكمنا على الأمور وفق ردود فعل الجمهور في العالم في مهرجانات كبيرة في أوروبا فسنعرف ما يجذب الجمهور إلى هذه الموسيقى الصحراوية، القروية، و التقليدية.
أقيمت الفرقة الموسيقية على يد أعضائها من القرية البدوية تل السبع، قبل ثلاث سنوات وظهرت في إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، وفرنسا، وفي أنحاء إسرائيل أيضا. وكما أن الجمهور الإسرائيلي مختلط فهناك جمهور يتابع هذه الفرقة من القرى العربية والبلدات اليهودية. “عندما يشاهدنا الجمهور على خشبة المسرح، ويتعرف إلى العلاقة المميزة والانسجام بيننا، يفهم أنه يمكن العيش معا. هذه الفرقة هي أفضل دعاية لدولة إسرائيل في العالم”.