لأول مرة منذ تأسيس الكنيست، سيغيب نصف أعضائها عن إسرائيل في الوقت ذاته، من أجل المشاركة في مراسم إحياء يوم المحرقة العالميّ في بولندا، الذي يصادف اليوم (الإثنَين). ومضت البعثة في طريقها إلى بولندا فجر هذا اليوم، مشتملةً على 60 عضو كنيست، من بينهم أربعة وزراء وأربعة نوّاب وزراء، إضافة إلى 24 ناجيًا من المحرقة مع أفراد عائلاتهم، و250 شخصية معروفة، من بينهم مراقب الدولة، الحاخام الرئيسي لإسرائيل، قاضي المحكمة العليا، رئيس إدارة متحف المحرقة في إسرائيل، ياد فاشيم، والعديد من الصحفيين.
وستحيي البعثة، التي ستطير إلى بولندا على متن طائرتين منفردتين، خشية حدوث كارثة، فور هبوطها، المراسم في معسكر الإبادة أوشفيتس. وسيتجول أعضاء البعثة في المعسكر والمتحف المتواجد في الحجرة 27. في نهاية الزيارة في المتحف، ستخرج مسيرة إلى معسكر الإبادة بيركناو، حيث ستجرى هناك مراسم من قبل حكومة بولندا، بمشاركة نحو ألف شخص، حيث سيتحدث رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، ممثل الحكومة البولندية، ممثل الحكومة الروسية، وناجون من الكارثة. سينتقل المشاركون في نهاية المراسِم إلى النصب التذكاري في بيركناو، حيث سيتم إجراء مراسم أخرى.
وستُشارك البعثة في وقت لاحق في لقاء برلمانيّ في كراكوف، بمشاركة أعضاء برلمان وشخصيات بارزة من إسرائيل، بولندا، الولايات المتحدة، كندا، ودُول أخرى.

وكان المدير العامّ للكنيست قد روى أنّ أعضاء الكنيست يعملون منذ شهرين ونصف على إحدى أكثر الحملات تعقيدًا التي شهدتها الكنيست منذ تأسيسها. وسيرافق البعثة رجالُ أمن وأطباء. وبين الإجراءات التي ستُتّبع: توزيع طعام حلال وفق الديانة اليهوديّة (كاشير) على أفراد البعثة، وسائل تدفئة، وغير ذلك.
وردًّا على خروج البعثة الإسرائيلية، قامت المجموعة القوميّة البولندية التي تُدعى “المدافعون عن الصليب”، بتحميل فيلم على الإنترنت قيل فيه إن أفرادها عازمون على التظاهر أثناء زيارة البعثة الإسرائيلية لموقع أوشفيتس، وهم يحملون في أياديهم صلبانًا كبيرة. يحتج أفراد المجموعة على ما يسمونه “مسًّا بالسيادة البولندية والأرض البولندية المقدسة” وعلى محاولة أعضاء كنيست من إسرائيل “إعادة كتابة التاريخ وتشويه الواقع”.
حسب أقوالهم، تم استخدام معسكر الموت أوشفيتس بشكل أساسيّ من أجل قتل الأسرى البولنديين، في حين تم نقل اليهود إلى معسكر بيركناو. “ليس لليهود ما يبحثون عنه هناك”، يدعي القوميّون البولنديون. وهم ينتقدون الحكومة البولندية لكونها سمحت لبعثة كبيرة من الكنيست “بإجراء جلسة على أرض بولندية سيادية على حساب المواطن البولندي، وبشكل يخالف الدُّستور البولندي”.
في هذه الأثناء، كشف قسم مناهضة اللاسامية في المنظمة الصهيونية العالمية، عن معطيات قاسية، بشأن الإرهاب اللاسامي تجاه يهود وارسو – بولندا، عبرَ استطلاع جديد أُجري بمناسبة اليوم العالمي للمحرقة. وبيّن الاستطلاع أنّ 63% من المشاركين، في الاستطلاع الذي أُجري على السكان غير اليهود في وارسو، يؤمنون أنّ ثمة مكيدة يهودية للسيطرة على منظومات المصارف والاتصالات الدولية”. كما أجاب 18% من المشاركين في الاستطلاع إيجابًا على السؤال “هل اليهود مسؤولون عن موت يسوع المسيح”. يمكن الاستنتاج بموجب هذه المعطيات أن فريات الدم لا تزال شعبية وسط الكثيرين من سكان بولندا.
وقد ظهر معطى مفاجئ بشكل خاصّ عندما سُئل المشاركون ما إذا كانوا يوافقون على أنّ اليهود يستخدمون الدم المسيحي من أجل الصلاة، إذ أجاب 13% بالإيجاب.
وكان انتقاد آخر للزيارة، من جانب منظمات كثيرة تعمل من أجل رفاه الناجين من الكارثة في إسرائيل، تشتكي من تكلفة الزيارة التي يتم تمويلها بشكل جزئي من قبل الكنيست والمواطن الإسرائيلي، والكثير من الجمعيات الصهيونية في أنحاء العالم. فقد ادّعى رؤساء المنظمات أنه كان يجدُر استثمار الأموال لعلاج المسنين الناجين من المحرقة في البلاد، الذين يعانون من وضع اقتصادي وصحي هو من بين الأسوأ في شرائح المجتمع في إسرائيل.