إن أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هي الأكثر تذكُّرا منذ تاريخ 17.03.15، موعد الانتخابات الماضية في إسرائيل، إذ قال: “يتدفق العرب إلى صناديق الاقتراع، وتهتم جمعيات من اليسار أن يصلوا بحافلات”. كانت هذه الأقوال طلبا للمساعدة (هناك مَن يقول إنها دعوة ترهيب)، عندما ساد في إسرائيل شعور أن نسب عالية من التصويت في أوساط اليسار تشكل خطر على ولاية نتنياهو. اتضح لاحقا أن هذه الأقوال هي إحدى الأقوال التي ساهمت في حسم نتائج الانتخابات وجعلت الكثيرين يصوتون، وفي نهاية الأمر فاز نتنياهو بفارق ملحوظ.
منذ ذلك الحين يتذكر الجميع أقوال نتنياهو العنصرية هذه، وحتى أن نتنياهو قد اعتذر أمام رؤساء الجاليات العربية في إسرائيل، ولكن منذ أمس تثير قضية تصويت المواطنين العرب في إسرائيل ضجة إعلامية مُجددا.
في حدث إعلامي، تطرق أمس (السبت) رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان من حزب الليكود، إلى أقوال نتنياهو المشهورة قائلا “كنت أفضل ألا يتدفق العرب إلى صناديق الاقتراع وألا يصلوا إليها أبدا”. حسب تعبيره، فإن 97% من العرب يصوتون للقائمة العربية المشتركة، التي لا تُمثل عرب إسرائيل بل المصالح الفلسطينية. قال “إنها تمثل غزة وقطر ودول أخرى…” مضيفا، “نؤيد التعايش، ولكن العرب لا يؤيدونه، ويرغبون في أن يكون التعايش إشكاليا دائما”.
شجب مسؤولون في المنظومة السياسية أقوال بيتان. وشجب رؤساء أحزاب المعارضة أقواله، وتوجه عضو الكنيست زهير بهلول إلى المستشار القضائي للحكومة طالبا “التحقيق في أقوال عضو الكنيست بيتان بتهمة التّحريض وإلغاء طابع دولة إسرائيل الديمقراطي”. واتهم آخرون بيتان أنه يتحدث باسم نتنياهو، وقد أرسله نتنياهو ليثير استفزازا لإبعاد النقاش عن إدارته.
قال رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست، أيمن عودة: “أصبح بيتان المتحدث باسم رئيس الحكومة وما زال يثبت أن كل ما تقترحه هذه القيادة هو العنصرية الفاحشة ومحاولة رخيصة لاسترضاء الشعب. في ظل هذه العنصرية، علينا متابعة تعزيز قوتنا السياسية”.
في المقابل، أعربت جهات إعلامية ويمينية عن موافقتها على أقوال بيتان، موضحة رغم أن صياغتها لم تكن ناجحة، يدور الحديث عن أمنية شرعية لكل منا، تكون فيها نسب التصويت في أوساط المنافسين منخفضة، وأن اليساريين والعرب كانوا يفضّلون ألا يصل مؤيدو اليمين إلى صناديق الاقتراع.