كيف يتسبب جسر بسيط معد للمارة، يصل بين شرق تل أبيب وغربها، بأزمة سياسية في إسرائيل، وشن هجمات خطيرة ضد الحكومة؟
الإجابة بسيطة: لإقامة الجسر الذي سيُبنى فوق شارع سريع، أوصى الخبراء بالعمل عليه في نهايات الأسابيع، إذ إن حركة السيارات تكون ضئيلة، وهكذا يمكن إغلاق الطريق دون عرقلة حياة مئات آلاف المواطنين، الذين يسافرون في تل أبيب يوميا.
تكمن المشكلة في أن الوصايا اليهودية تحظر العمل يوم السبت، لهذا أعربت الأحزاب الدينية عن معارضتها لهذه الأعمال التي تؤدي إلى انتهاك قدسية هذا اليوم.
يحتاج وزير النقل، يسرائيل كاتس، الذي يرى نفسه وريثا لنتنياهو في رئاسة الليكود، إلى دعم الأحزاب الدينية لهذا سارع إلى إلغاء الأعمال.
أثارت هذه الخطوة طبعا غضبا لدى مواطني تل أبيب، الأحزاب المعارضة، والمنظمات من أجل حرية العبادة، التي ادعت أنه لا يمكن عرقلة حياة المواطنين باسم الدين.
أعلن رئيس بلدية تل أبيب، رون حولدائي، أنه سيقدم التماسا إلى المحكمة العُليا ضد القرار، كما اتهم رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد نتنياهو بالرضوخ بشكل مخجل للمتدينين.
بالتباين، سارع وزراء في حكومة نتنياهو إلى دعم القرار، رغم أن معظم الجمهور يعارض الإكراه الديني. السبب هو أنه في الوضع السياسي الحالي في إسرائيل، من الصعب جدا تشكيل حكومة دون الحصول على دعم الأحزاب الدينية، وهذه الأحزاب تحظى، على ما يبدو، بأهمية أكبر من المواطنين الغاضبين الذين يواجهون صعوبات بسبب الاختناقات المرورية.